[ ص: 258 ] [ القول في تأويل قوله تعالى : ( فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ( 96 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فلما أن جاء يعقوب البشير من عند ابنه يوسف ، وهو المبشر برسالة يوسف ، وذلك بريد ، فيما ذكر ، كان يوسف أبرده إليه .
وكان البريد فيما ذكر ، والبشير : يهوذا بن يعقوب ، أخا يوسف لأبيه .
ذكر من قال ذلك :
19857 - حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه ) ، يقول : " البشير : " البريد .
19858 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا جويبر ، عن الضحاك : ( فلما أن جاء البشير ) قال البريد .
19859 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( فلما أن جاء البشير ) ، قال البريد .
19860 - . . . قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( فلما أن جاء البشير ) ، قال : يهوذا بن يعقوب .
19861 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( البشير ) قال : يهوذا بن يعقوب . [ ص: 259 ]
19862 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : يهوذا بن يعقوب .
19863 - . . . قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : هو يهوذا بن يعقوب .
19864 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن : ( ابن جريج فلما أن جاء البشير ) ، قال : يهوذا بن يعقوب ، كان البشير .
19865 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن الزبير ، عن سفيان ، عن ، عن ابن جريج مجاهد : ( فلما أن جاء البشير ) ، قال : هو يهوذا بن يعقوب .
قال سفيان : وكان ابن مسعود يقرأ : " وجاء البشير من بين يدي العير " .
19866 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( فلما أن جاء البشير ) ، قال البريد ، هو يهوذا بن يعقوب .
19867 - . . . قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن قال : قال السدي يوسف : ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ) ، قال يهوذا : أنا ذهبت بالقميص ، ملطخا بالدم إلى يعقوب فأخبرته أن يوسف أكله الذئب ، وأنا أذهب اليوم بالقميص وأخبره أنه حي فأفرحه كما أحزنته . فهو كان البشير .
19868 - حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( فلما أن جاء البشير ) ، قال البريد . [ ص: 260 ]
قال أبو جعفر : وكان بعض أهل العربية من أهل الكوفة يقول : " أن " في قوله : ( فلما أن جاء البشير ) وسقوطها ، بمعنى واحد ، وكان يقول هذا في : " لما " و " حتى " خاصة ، ويذكر أن العرب تدخلها فيهما أحيانا وتسقطها أحيانا ، كما قال جل ثناؤه : ( ولما أن جاءت رسلنا ) [ سورة العنكبوت : 33 ] ، وقال في موضع آخر : ( ولما جاءت رسلنا ) [ سورة هود : 77 ] ، وقال : هي صلة ، لا موضع لها في هذين الموضعين . يقال : " حتى كان كذا وكذا " ، أو " حتى أن كان كذا وكذا " .
وقوله : ( ألقاه على وجهه ) ، يقول ألقى البشير قميص يوسف على وجه يعقوب ، كما : -
19869 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : فلما أن جاء البشير ألقى القميص على وجهه .
وقوله : ( فارتد بصيرا ) ، يقول : رجع وعاد مبصرا بعينيه ، بعد ما قد عمي ( قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ) ، يقول جل وعز : قال يعقوب لمن كان بحضرته حينئذ من ولده : ألم أقل لكم يا بني إني أعلم من الله أنه سيرد علي يوسف ، ويجمع بيني وبينه ، وكنتم لا تعلمون أنتم من ذلك ما كنت أعلمه ، لأن رؤيا يوسف كانت صادقة ، وكان الله قد قضى أن أخر أنا وأنتم له سجودا ، فكنت موقنا بقضائه .