القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون ( 85 ) )
يقول تعالى ذكره : وإذا عاين الذين كذبوك يا محمد ، وجحدوا نبوتك والأمم الذين كانوا على منهاج مشركي قومك عذاب الله ، فلا ينجيهم من عذاب [ ص: 275 ] الله شيء ، لأنهم لا يؤذن لهم ، فيعتذرون ، فيخفف عنهم العذاب بالعذر الذي يدعونه ، ( ولا هم ينظرون ) يقول : ولا يرجئون بالعقاب ، لأن وقت التوبة والإنابة قد فات ، فليس ذلك وقتا لهما ، وإنما هو وقت للجزاء على الأعمال ، فلا ينظر بالعتاب ليعتب بالتوبة .