[ ص: 452 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ( 39 ) )
يقول تعالى ذكره : هذا الذي بينا لك يا محمد من الأخلاق الجميلة التي أمرناك بجميلها ، ونهيناك عن قبيحها ( مما أوحى إليك ربك من الحكمة ) يقول : من الحكمة التي أوحيناها إليك في كتابنا هذا .
كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ( ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ) قال : القرآن .
وقد بينا معنى الحكمة فيما مضى من كتابنا هذا ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
( ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ) يقول : ولا تجعل مع الله شريكا في عبادتك ، فتلقى في جهنم ملوما تلومك نفسك وعارفوك من الناس ( مدحورا ) يقول :
مبعدا مقصيا في النار ، ولكن أخلص العبادة لله الواحد القهار ، فتنجو من عذابه .
وبنحو الذي قلنا في قوله ( ملوما مدحورا ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي بن داود ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله ( ملوما مدحورا ) يقول : مطرودا .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( ملوما مدحورا ) قال : ملوما في عبادة الله ، مدحورا في النار .