القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28988_30549_29281تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ( 90 ) )
يقول تعالى ذكره : وقال يا محمد ، المشركون بالله من قومك لك : لن نصدقك ، حتى تفجر لنا من أرضنا هذه عينا تنبع لنا بالماء .
وقوله ( ينبوعا ) يفعول من قول القائل : نبع الماء : إذا ظهر وفار ، ينبع وينبع ، وهو ما نبع .
كما حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله ( حتى
[ ص: 549 ] تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) : أي حتى تفجر لنا من الأرض عيونا : أي ببلدنا هذا .
حدثنا
الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) قال : عيونا .
حدثنا
محمد ، قال : ثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، مثله .
حدثنا
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ( ينبوعا ) قال : عيونا .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
واختلفت القراء في قراءة قوله ( تفجر ) فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي أنه قرأ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90حتى تفجر لنا ) خفيفة وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=91فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ) بالتشديد ، وكذلك كانت قراء
الكوفيين يقرءونها ، فكأنهم ذهبوا بتخفيفهم الأولى إلى معنى : حتى تفجر لنا من الأرض ماء مرة واحدة . وبتشديدهم الثانية إلى أنها تفجر في أماكن شتى ، مرة بعد أخرى ، إذا كان ذلك تفجر أنهار لا نهر واحد والتخفيف في الأولى والتشديد في الثانية على ما ذكرت من قراءة
الكوفيين أعجب إلي لما ذكرت من افتراق معنييهما ، وإن لم تكن الأولى مدفوعة صحتها .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28988_30549_29281تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ( 90 ) )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ، الْمُشْرِكُونَ بِاللَّهِ مِنْ قَوْمِكَ لَكَ : لَنْ نُصَدِّقَكَ ، حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ أَرْضِنَا هَذِهِ عَيْنًا تَنْبُعُ لَنَا بِالْمَاءِ .
وَقَوْلُهُ ( يَنْبُوعًا ) يَفْعُوَلَ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : نَبَعَ الْمَاءُ : إِذَا ظَهَرَ وَفَارَ ، يَنْبُعُ وَيَنْبَعُ ، وَهُوَ مَا نَبَعَ .
كَمَا حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ ( حَتَّى
[ ص: 549 ] تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ) : أَيْ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ عُيُونًا : أَيْ بِبَلَدِنَا هَذَا .
حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ) قَالَ : عُيُونًا .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ ، قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، مِثْلَهُ .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ( يَنْبُوعًا ) قَالَ : عُيُونًا .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ ( تَفْجُرَ ) فَرَوِيَّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمِ النَّخْعِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا ) خَفِيفَةٌ وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=91فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ) بِالتَّشْدِيدِ ، وَكَذَلِكَ كَانَتْ قِرَاءُ
الْكُوفِيِّينَ يَقْرَءُونَهَا ، فَكَأَنَّهُمْ ذَهَبُوا بِتَخْفِيفِهِمُ الْأُولَى إِلَى مَعْنَى : حَتَّى تَفَجَّرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ مَاءً مَرَّةً وَاحِدَةً . وَبِتَشْدِيدِهِمُ الثَّانِيَةَ إِلَى أَنَّهَا تُفَجِّرُ فِي أَمَاكِنٍ شَتَّى ، مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ تَفَجُّرُ أَنْهَارٍ لَا نَهْرٍ وَاحِدٍ وَالتَّخْفِيفُ فِي الْأُولَى وَالتَّشْدِيدُ فِي الثَّانِيَةِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ مِنْ قِرَاءَةِ
الْكُوفِيِّينَ أَعْجَبُ إِلَيَّ لِمَا ذَكَرْتُ مِنَ افْتِرَاقِ مَعْنَيَيْهِمَا ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْأُولَى مَدْفُوعَةً صِحَّتَهَا .