[ ص: 129 ] القول في أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ( 105 ) ) تأويل قوله تعالى : (
يقول تعالى ذكره : هؤلاء الذين وصفنا صفتهم ، الأخسرون أعمالا الذين كفروا بحجج ربهم وأدلته ، وأنكروا لقاءه ( فحبطت أعمالهم ) يقول : فبطلت أعمالهم ، فلم يكن لها ثواب ينفع أصحابها في الآخرة ، بل لهم منها عذاب وخزي طويل ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) يقول تعالى ذكره : فلا نجعل لهم ثقلا . وإنما عنى بذلك : أنهم لا تثقل بهم موازينهم ، لأن الموازين إنما تثقل بالأعمال الصالحة ، وليس لهؤلاء شيء من الأعمال الصالحة ، فتثقل به موازينهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا قال : ثنا محمد بن بشار ، عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن شمر ، عن أبي يحيى عن كعب ، قال : يؤتى يوم القيامة برجل عظيم طويل ، فلا يزن عند الله جناح بعوضة ، اقرءوا ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن الصلت ، قال : ثنا ابن أبي الزناد ، عن صالح مولى التوأمة ، عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبي هريرة فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) يؤتى بالأكول الشروب الطويل ، فيوزن فلا يزن جناح بعوضة" ثم قرأ (