[ ص: 315 ] القول في قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ( 46 ) تأويل قوله تعالى : ( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ( 47 ) )
يقول الله تعالى ذكره : قال الله لموسى وهارون ( لا تخافا ) فرعون ( إنني معكما ) أعينكما عليه ، وأبصركما ( أسمع ) ما يجري بينكما وبينه ، فأفهمكما ما تحاورانه به ( وأرى ) ما تفعلان ويفعل ، لا يخفى علي من ذلك شيء ( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك ) .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج ( قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) ما يحاوركما ، فأوحي إليكما فتجاوبانه .
وقوله ( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك ) أرسلنا إليك يأمرك أن ترسل معنا بني إسرائيل ، فأرسلهم معنا ولا تعذبهم بما تكلفهم من الأعمال الرديئة ( قد جئناك بآية ) معجزة ( من ربك ) على أنه أرسلنا إليك بذلك ، إن أنت لم تصدقنا فيما نقول لك أريناكها ، ( والسلام على من اتبع الهدى ) يقول : والسلامة لمن اتبع هدى الله ، وهو بيانه ، يقال : السلام على من اتبع الهدى ، ولمن اتبع بمعنى واحد .