القول في تأويل قوله تعالى : ( واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ( 104 ) )
قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : ( واسمعوا ) ، واسمعوا ما يقال لكم ويتلى عليكم من كتاب ربكم ، وعوه وافهموه ، كما : -
1744 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن : ( واسمعوا ) ، اسمعوا ما يقال لكم . السدي
فمعنى الآية إذا : يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا لنبيكم : راعنا سمعك وفرغه لنا نفهمك وتفهم عنا ما نقول ، ولكن قولوا : انتظرنا وترقبنا حتى نفهم عنك ما تعلمنا وتبينه لنا . واسمعوا منه ما يقول لكم ، فعوه واحفظوه وافهموه ، ثم أخبرهم - جل ثناؤه - أن لمن جحد منهم ومن غيرهم آياته ، وخالف أمره ونهيه ، وكذب رسوله ، العذاب الموجع في الآخرة ، فقال : وللكافرين بي وبرسولي عذاب أليم . يعني بقوله : "الأليم" ، الموجع . وقد ذكرنا الدلالة على ذلك فيما مضى قبل ، وما فيه من الآثار .