القول في ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور ( 60 ) ) تأويل قوله تعالى : (
يعني تعالى ذكره بقوله : ( ذلك ) لهذا لهؤلاء الذين هاجروا في سبيل الله ، ثم قتلوا أو ماتوا ، ولهم مع ذلك أيضا أن الله يعدهم النصر على المشركين الذين بغوا عليهم فأخرجوهم من ديارهم .
كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن : ( ابن جريج ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ) قال : هم المشركون بغوا على النبي صلى [ ص: 675 ] الله عليه وسلم ، فوعده الله أن ينصره ، وقال في القصاص أيضا . وكان بعضهم يزعم أن هذه الآية نزلت في قوم من المشركين لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم ، وكان المسلمون يكرهون القتال يومئذ في الأشهر الحرم ، فسأل المسلمون المشركين أن يكفوا عن قتالهم من أجل حرمة الشهر ، فأبى المشركون ذلك ، وقاتلوهم فبغوا عليهم ، وثبت المسلمون لهم فنصروا عليهم ، فأنزل الله هذه الآية : ( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه ) بأن بدئ بالقتال وهو له كاره ، ( لينصرنه الله ) .
وقوله : ( إن الله لعفو غفور ) يقول تعالى ذكره : إن الله لذو عفو وصفح لمن انتصر ممن ظلمه من بعد ما ظلمه الظالم بحق ، غفور لما فعل ببادئه بالظلم مثل الذي فعل به غير معاقبه عليه .