القول في تأويل قوله تعالى : ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون    ( 19 ) ) 
يقول تعالى ذكره : فأحدثنا لكم بالماء الذي أنزلناه من السماء بساتين من نخيل وأعناب  [ ص: 21 ]  ( لكم فيها ) يقول : لكم في الجنات فواكه كثيرة . ( ومنها تأكلون   ) يقول : ومن الفواكه تأكلون ، وقد يجوز أن تكون الهاء والألف من ذكر الجنات ، ويحتمل أن تكون من ذكر النخيل والأعناب . وخص جل ثناؤه الجنات التي ذكرها في هذا الموضع ، فوصفها بأنها من نخيل وأعناب ، دون وصفها بسائر ثمار الأرض ; لأن هذين النوعين من الثمار كانا هما أعظم ثمار الحجاز وما قرب منها ، فكانت النخيل لأهل المدينة ،  والأعناب لأهل الطائف ،  فذكر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم ، بما أنعم به عليهم من ثمارها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					