[ ص: 233 ] تفسير سورة الفرقان [ ص: 234 ] [ ص: 235 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ( 1 ) )
قال أبو جعفر : تبارك : تفاعل من البركة ، كما حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عثمان بن سعيد ، قال : ثنا بشر بن عمارة ، قال : ثنا أبو روق ، عن الضحاك ، عن ، قال : تبارك : تفاعل من البركة . وهو كقول القائل : تقدس ربنا ، فقوله : ( عبد الله بن عباس تبارك الذي نزل الفرقان ) يقول : تبارك الذي نزل الفصل بين الحق والباطل ، فصلا بعد فصل وسورة بعد سورة ، على عبده محمد صلى الله عليه وسلم ، ليكون محمد لجميع الجن والإنس ، الذين بعثه الله إليهم داعيا إليه ، نذيرا : يعني منذرا ينذرهم عقابه ويخوفهم عذابه ، إن لم يوحدوه ولم يخلصوا له العبادة ، ويخلعوا كل ما دونه من الآلهة والأوثان .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) قال : النبي النذير . وقرأ ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) وقرأ ( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ) قال : رسل . قال : المنذرون : الرسل . قال : وكان نذيرا واحدا بلغ ما بين المشرق والمغرب ، ذو القرنين ، ثم بلغ السدين ، وكان نذيرا ، ولم أسمع أحدا يحق أنه كان نبيا ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) قال : من بلغه القرآن من الخلق ، فرسول الله نذيره . وقرأ ( يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) وقال : لم يرسل الله رسولا إلى الناس عامة إلا نوحا ، بدأ به الخلق ، فكان رسول أهل الأرض كلهم ، ومحمد [ ص: 236 ] صلى الله عليه وسلم ختم به .