القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=71ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28998_30539قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ( 72 ) )
يقول تعالى ذكره : ويقول مشركو قومك يا
محمد ، المكذبوك فيما أتيتهم به من عند ربك : ( متى ) يكون ( هذا الوعد ) الذي تعدناه من العذاب ، الذي هو بنا فيما تقول حال ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=71إن كنتم صادقين ) فيما تعدوننا به (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قل عسى أن يكون ردف لكم ) يقول جل جلاله : قل لهم يا
محمد : عسى أن يكون اقترب لكم ودنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72بعض الذي تستعجلون ) من عذاب الله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 492 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
عبد الله ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قل عسى أن يكون ردف لكم ) يقول : اقترب لكم .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ) يقول : اقترب لكم بعض الذي تستعجلون .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72عسى أن يكون ردف لكم ) قال : ردف : أعجل لكم .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ) قال : أزف .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : ( ردف لكم ) اقترب لكم .
واختلف أهل العربية في وجه دخول اللام في قوله : ( ردف لكم ) وكلام
العرب المعروف : ردفه أمر ، وأردفه ، كما يقال : تبعه وأتبعه ، فقال بعض نحويي
البصرة : أدخل اللام في ذلك فأضاف بها الفعل كما يقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=43للرؤيا تعبرون ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=154لربهم يرهبون ) .
وقال بعض نحويي
الكوفة : أدخل اللام في ذلك للمعنى ; لأن معناه : دنا لهم ، كما قال الشاعر :
فقلت لها الحاجات يطرحن بالفتى
فأدخل الباء في يطرحن ، وإنما يقال طرحته ، لأن معنى الطرح : الرمي ، فأدخل الباء للمعنى ، إذ كان معنى ذلك يرمين بالفتى ، وهذا القول الثاني هو أولاهما عندي بالصواب ، وقد مضى البيان عن نظائره في غير موضع من الكتاب ، بما أغنى عن تكراره
[ ص: 493 ] في هذا الموضع .
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : ( تستعجلون ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72ردف لكم بعض الذي تستعجلون ) قال : من العذاب .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=71وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72nindex.php?page=treesubj&link=28998_30539قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ( 72 ) )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَيَقُولُ مُشْرِكُو قَوْمِكَ يَا
مُحَمَّدُ ، الْمُكَذِّبُوكَ فِيمَا أَتَيْتَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّكَ : ( مَتَى ) يَكُونُ ( هَذَا الْوَعْدُ ) الَّذِي تَعِدُنَاهُ مِنَ الْعَذَابِ ، الَّذِي هُوَ بِنَا فِيمَا تَقُولُ حَالٌّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=71إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) فِيمَا تَعِدُونَنَا بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ : عَسَى أَنْ يَكُونَ اقْتَرَبَ لَكُمْ وَدَنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ) مِنْ عَذَابِ اللَّهِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
[ ص: 492 ]
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) يَقُولُ : اقْتَرَبَ لَكُمْ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ) يَقُولُ : اقْتَرَبَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) قَالَ : رَدِفَ : أُعْجِلَ لَكُمْ .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ) قَالَ : أَزِفَ .
حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : أَخْبَرَنَا
عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : ( رَدِفَ لَكُمْ ) اقْتَرَبَ لَكُمْ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ دُخُولِ اللَّامِ فِي قَوْلِهِ : ( رَدِفَ لَكُمْ ) وَكَلَامُ
الْعَرَبِ الْمَعْرُوفُ : رَدِفَهُ أَمْرٌ ، وَأَرْدَفَهُ ، كَمَا يُقَالُ : تَبِعَهُ وَأَتْبَعَهُ ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
الْبَصْرَةِ : أَدْخَلَ اللَّامَ فِي ذَلِكَ فَأَضَافَ بِهَا الْفِعْلَ كَمَا يُقَالُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=43لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=154لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ) .
وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي
الْكُوفَةِ : أَدْخَلَ اللَّامَ فِي ذَلِكَ لِلْمَعْنَى ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ : دَنَا لَهُمْ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
فَقُلْتُ لَهَا الْحَاجَاتُ يَطْرَحْنَ بِالْفَتَى
فَأَدْخَلَ الْبَاءَ فِي يَطْرَحْنَ ، وَإِنَّمَا يُقَالُ طَرْحَتُهُ ، لِأَنَّ مَعْنَى الطَّرْحِ : الرَّمْيُ ، فَأَدْخَلَ الْبَاءَ لِلْمَعْنَى ، إِذْ كَانَ مَعْنَى ذَلِكَ يَرْمِينَ بِالْفَتَى ، وَهَذَا الْقَوْلُ الثَّانِي هُوَ أَوْلَاهُمَا عِنْدِي بِالصَّوَابِ ، وَقَدْ مَضَى الْبَيَانُ عَنْ نَظَائِرِهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ ، بِمَا أَغْنَى عَنْ تَكْرَارِهِ
[ ص: 493 ] فِي هَذَا الْمَوْضِعِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : ( تَسْتَعْجِلُونَ ) قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ) قَالَ : مِنَ الْعَذَابِ .