القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121أولئك يؤمنون به )
قال
أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : ( أولئك ) ، هؤلاء الذين أخبر عنهم أنهم يتلون ما آتاهم من الكتاب حق تلاوته ، وأما قوله : ( يؤمنون ) ، فإنه يعني : يصدقون به . و"الهاء" التي في قوله : "به" عائدة على "الهاء" التي في "تلاوته" ، وهما جميعا من ذكر الكتاب الذي قاله الله : ( الذين آتيناهم الكتاب ) .
فأخبر الله - جل ثناؤه - أن المؤمن بالتوراة ، هو المتبع ما فيها من حلالها وحرامها ، والعامل بما فيها من فرائض الله التي فرضها فيها على أهلها ، وأن أهلها الذين هم أهلها من كان ذلك صفته ، دون من كان محرفا لها مبدلا تأويلها ، مغيرا
[ ص: 572 ] سننها تاركا ما فرض الله فيها عليه .
وإنما وصف - جل ثناؤه - من وصف بما وصف به من متبعي التوراة ، وأثنى عليهم بما أثنى به عليهم؛ لأن في اتباعها اتباع
محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم وتصديقه؛ لأن التوراة تأمر أهلها بذلك ، وتخبرهم عن الله تعالى ذكره بنبوته ، وفرض طاعته على جميع خلق الله من بني آدم ، وأن في التكذيب بمحمد التكذيب لها . فأخبر - جل ثناؤه - أن متبعي التوراة هم المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وهم العاملون بما فيها ، كما : -
1905 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : ( أولئك يؤمنون به ) ، قال : من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل ، وبالتوراة ، وإن الكافر
بمحمد صلى الله عليه وسلم هو الكافر بها الخاسر ، كما قال جل ثناؤه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ) .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - بِقَوْلِهِ : ( أُولَئِكَ ) ، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ يَتْلُونَ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( يُؤْمِنُونَ ) ، فَإِنَّهُ يَعْنِي : يُصَدِّقُونَ بِهِ . وَ"الْهَاءُ" الَّتِي فِي قَوْلِهِ : "بِهِ" عَائِدَةٌ عَلَى "الْهَاءِ" الَّتِي فِي "تِلَاوَتِهِ" ، وَهُمَا جَمِيعًا مِنْ ذِكْرِ الْكِتَابِ الَّذِي قَالَهُ اللَّهُ : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) .
فَأَخْبَرَ اللَّهُ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - أَنَّ الْمُؤْمِنَ بِالتَّوْرَاةِ ، هُوَ الْمُتَّبِعُ مَا فِيهَا مِنْ حَلَالِهَا وَحَرَامِهَا ، وَالْعَامِلُ بِمَا فِيهَا مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ الَّتِي فَرَضَهَا فِيهَا عَلَى أَهْلِهَا ، وَأَنَّ أَهْلَهَا الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا مَنْ كَانَ ذَلِكَ صِفَتَهُ ، دُونَ مَنْ كَانَ مُحَرِّفًا لَهَا مُبَدِّلًا تَأْوِيلَهَا ، مُغَيِّرًا
[ ص: 572 ] سُنَنَهَا تَارِكًا مَا فَرَضَ اللَّهُ فِيهَا عَلَيْهِ .
وَإِنَّمَا وَصَفَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - مَنْ وَصَفَ بِمَا وُصِفَ بِهِ مِنْ مُتَّبِعِي التَّوْرَاةَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ بِمَا أَثْنَى بِهِ عَلَيْهِمْ؛ لِأَنَّ فِي اتِّبَاعِهَا اتِّبَاعَ
مُحَمَّدٍ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَصْدِيقَهُ؛ لِأَنَّ التَّوْرَاةَ تَأْمُرُ أَهْلَهَا بِذَلِكَ ، وَتُخْبِرُهُمْ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِنُبُوَّتِهِ ، وَفَرْضِ طَاعَتِهِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِ اللَّهِ مِنْ بَنِي آدَمَ ، وَأَنَّ فِي التَّكْذِيبِ بِمُحَمَّدٍ التَّكْذِيبَ لَهَا . فَأَخْبَرَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - أَنَّ مُتَّبِعِي التَّوْرَاةِ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُمُ الْعَامِلُونَ بِمَا فِيهَا ، كَمَا : -
1905 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : ( أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) ، قَالَ : مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَبِالتَّوْرَاةِ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْكَافِرُ بِهَا الْخَاسِرُ ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .