[ ص: 348 ] القول في تأويل قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29005_28781يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ( 2 ) )
يقول - تعالى ذكره - : يعلم ما يدخل الأرض وما يغيب فيها من شيء . من قولهم : ولجت في كذا : إذا دخلت فيه ، كما قال الشاعر :
رأيت القوافي يتلجن موالجا تضايق عنها أن تولجها الإبر
يعني بقوله ( يتلجن موالجا ) : يدخلن مداخل ( وما يخرج منها ) يقول : وما يخرج من الأرض (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=2وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ) يعني : وما يصعد في السماء ، وذلك خبر من الله أنه العالم الذي لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض ، مما ظهر فيها وما بطن ، وهو الرحيم الغفور ، وهو الرحيم بأهل التوبة من عباده أن يعذبهم بعد توبتهم ، الغفور لذنوبهم إذا تابوا منها .
[ ص: 348 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29005_28781يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ( 2 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : يَعْلَمُ مَا يَدْخُلُ الْأَرْضَ وَمَا يَغِيبُ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ . مِنْ قَوْلِهِمْ : وَلَجْتُ فِي كَذَا : إِذَا دَخَلْتُ فِيهِ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
رَأَيْتُ الْقَوَافِيَ يَتَّلِجْنَ مَوَالِجًا تَضَايَقُ عَنْهَا أَنْ تَوَلَّجَهَا الْإِبَرْ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ ( يَتَّلِجْنَ مَوَالِجًا ) : يَدْخُلْنَ مَدَاخِلَ ( وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ) يَقُولُ : وَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=2وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ) يَعْنِي : وَمَا يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ ، وَذَلِكَ خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ أَنَّهُ الْعَالِمُ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، مِمَّا ظَهَرَ فِيهَا وَمَا بَطَنَ ، وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ، وَهُوَ الرَّحِيمُ بِأَهْلِ التَّوْبَةِ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بَعْدَ تَوْبَتِهِمْ ، الْغَفُورُ لِذُنُوبِهِمْ إِذَا تَابُوا مِنْهَا .