[ ص: 497 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ( 12 ) )
يقول - تعالى ذكره - ( إنا نحن نحيي الموتى ) من خلقنا ( ونكتب ما قدموا ) في الدنيا من خير وشر ، وصالح الأعمال وسيئها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا ) من عمل .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ونكتب ما قدموا ) قال : ما عملوا .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( ما قدموا ) قال : أعمالهم .
وقوله ( وآثارهم ) يعني : وآثار خطاهم بأرجلهم ، وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم أرادوا أن يقربوا من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ليقرب عليهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا قال : ثنا نصر بن علي الجهضمي أبو أحمد الزبيري قال : ثنا إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كانت منازل الأنصار متباعدة من المسجد ، فأرادوا أن ينتقلوا إلى المسجد فنزلت ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) فقالوا : نثبت في مكاننا .
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد ، فأرادوا أن ينتقلوا قال : [ ص: 498 ] فنزلت ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) فثبتوا .
حدثنا قال : ثنا ابن المثنى عبد الصمد قال : ثنا شعبة قال : ثنا الجريري ، عن عن أبي نضرة ، جابر قال : بني سلمة دياركم إنها تكتب آثاركم " . أراد بنو سلمة قرب المسجد قال : فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا معتمر قال : سمعت كهمسا يحدث ، عن عن أبي نضرة ، جابر قال : بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد قال : والبقاع خالية ، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " يا بني سلمة دياركم إنها تكتب آثاركم " قال : فأقاموا وقالوا : ما يسرنا أنا كنا تحولنا . أراد
حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي قال : ثنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن طريف ، عن عن أبي نضرة ، قال : أبي سعيد الخدري بنو سلمة بعد منازلهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم ) فقال : " عليكم منازلكم تكتب آثاركم " . شكت
حدثنا ابن حميد قال : ثنا أبو نميلة قال : ثنا الحسين ، عن ثابت قال : مشيت مع أنس ، فأسرعت المشي ، فأخذ بيدي ، فمشينا رويدا ، فلما قضينا الصلاة قال أنس : مشيت مع فأسرعت المشي ، فقال : يا زيد بن ثابت ، أنس أما شعرت أن الآثار تكتب ؟ .
حدثني يعقوب قال : ثنا عن ابن علية ، يونس ، الحسن أن بني سلمة كانت دورهم قاصية عن المسجد ، فهموا أن يتحولوا قرب المسجد ، فيشهدون الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ألا تحتسبون آثاركم يا بني سلمة؟ " فمكثوا في ديارهم . عن
حدثنا ابن حميد قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم ابن أبي بزة ، عن مجاهد في قوله ( ما قدموا وآثارهم ) قال : خطاهم بأرجلهم .
[ ص: 499 ] حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وآثارهم ) قال : خطاهم .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وآثارهم ) قال : قال الحسن : وآثارهم قال : خطاهم . وقال قتادة : لو كان مغفلا شيئا من شأنك يا ابن آدم أغفل ما تعفي الرياح من هذه الآثار .
وقوله ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) يقول - تعالى ذكره - : وكل شيء كان أو هو كائن أحصيناه ، فأثبتناه في أم الكتاب ، وهو الإمام المبين . وقيل ( مبين ) لأنه يبين عن حقيقة جميع ما أثبت فيه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( في إمام مبين ) قال : في أم الكتاب .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) كل شيء محصى عند الله في كتاب .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) قال : أم الكتاب التي عند الله فيها الأشياء كلها هي الإمام المبين .