القول في تأويل قوله تعالى : ( يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ( 30 ) )
يقول - تعالى ذكره - : يا حسرة من العباد على أنفسها وتندما وتلهفا في [ ص: 512 ] استهزائهم برسل الله ( ما يأتيهم من رسول ) من الله ( إلا كانوا به يستهزئون ) وذكر أن ذلك في بعض القراءات ( ياحسرة العباد على أنفسها ) .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( يا حسرة على العباد ) أي : يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله ، وفرطت في جنب الله . قال : وفي بعض القراءات : ( ياحسرة العباد على أنفسها ) .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ; قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( يا حسرة على العباد ) قال : كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( يا حسرة على العباد ) يقول : يا ويلا للعباد . وكان بعض أهل العربية يقول : معنى ذلك : يا لها حسرة على العباد .