[ ص: 27 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ( 22 ) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ( 23 ) )
وفي هذا الكلام متروك استغني بدلالة ما ذكر عما ترك ، وهو : فيقال : احشروا الذين ظلموا ، ومعنى ذلك اجمعوا الذين كفروا بالله في الدنيا وعصوه وأزواجهم وأشياعهم على ما كانوا عليه من الكفر بالله وما كانوا يعبدون من دون الله من الآلهة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن عن سماك بن حرب ، النعمان بن بشير ، عن ( عمر بن الخطاب احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) قال : ضرباءهم .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) يقول : نظراءهم .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) يعني : أتباعهم ، ومن أشبههم من الظلمة .
حدثنا قال : ثنا محمد بن المثنى ابن أبي عدي ، عن داود قال : سألت أبا العالية ، عن قول الله : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله ) قال : الذين ظلموا وأشياعهم .
حدثنا قال : ثني ابن المثنى عبد الأعلى قال : ثنا داود ، عن أبي العالية ، أنه قال في هذه الآية ، ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) قال : وأشياعهم .
[ ص: 28 ] حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا قال : ثنا ابن علية داود ، عن أبي العالية مثله .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) : أي وأشياعهم ، الكفار مع الكفار .
حدثني محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن في قوله : ( السدي ، احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) قال : وأشباههم .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) قال : أزواجهم في الأعمال ، وقرأ ( وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون ) فالسابقون زوج وأصحاب الميمنة زوج ، وأصحاب الشمال زوج قال : كل من كان من هذا حشره الله معه . وقرأ : ( وإذا النفوس زوجت ) قال : زوجت على الأعمال ، لكل واحد من هؤلاء زوج ، زوج الله بعض هؤلاء بعضا ، زوج أصحاب اليمين أصحاب اليمين ، وأصحاب المشأمة أصحاب المشأمة ، والسابقين السابقين قال : فهذا قوله ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) قال : أزواج الأعمال التي زوجهن الله .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( وأزواجهم ) قال : أمثالهم .
وقوله ( وما كانوا يعبدون فاهدوهم إلى صراط الجحيم من دون الله ) يقول - تعالى ذكره - : احشروا هؤلاء المشركين وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله ، فوجهوهم إلى طريق الجحيم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 29 ] ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وما كانوا يعبدون من دون الله ) الأصنام .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) يقول : وجهوهم ، وقيل : إن الجحيم الباب الرابع من أبواب النار .