[ ص: 35 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( إنكم لذائقو العذاب الأليم ( 38 ) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 39 ) إلا عباد الله المخلصين ( 40 ) أولئك لهم رزق معلوم ( 41 ) )
يقول - تعالى ذكره - لهؤلاء المشركين من أهل مكة ، القائلين لمحمد : شاعر مجنون ( إنكم ) أيها المشركون ( لذائقو العذاب الأليم ) الموجع في الآخرة ( وما تجزون ) يقول : وما تثابون في الآخرة إذا ذقتم العذاب الأليم فيها ( إلا ) ثواب ( ما كنتم تعملون ) في الدنيا ، معاصي الله . وقوله ( إلا عباد الله المخلصين ) يقول : إلا عباد الله الذين أخلصهم يوم خلقهم لرحمته ، وكتب لهم السعادة في أم الكتاب ، فإنهم لا يذوقون العذاب ، لأنهم أهل طاعة الله ، وأهل الإيمان به .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إلا عباد الله المخلصين ) قال : هذه ثنية الله .
وقوله ( أولئك لهم رزق معلوم ) يقول : هؤلاء هم عباد الله المخلصون لهم رزق معلوم ، وذلك الرزق المعلوم : هو الفواكه التي خلقها الله لهم في الجنة .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أولئك لهم رزق معلوم ) في الجنة .
حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن في قوله ( السدي ، أولئك لهم رزق معلوم ) قال : في الجنة .