[ ص: 41 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29008_30397nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وعندهم قاصرات الطرف عين ( 48 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ( 49 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( 50 ) )
يقول - تعالى ذكره - : وعند هؤلاء المخلصين من عباد الله في الجنة قاصرات الطرف ، وهن النساء اللواتي قصرن أطرافهن على بعولتهن ، لا يردن غيرهم ، ولا يمددن أبصارهن إلى غيرهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وعندهم قاصرات الطرف عين ) يقول : عن غير أزواجهن .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وعندهم قاصرات الطرف عين ) قال : على أزواجهن ، زاد الحارث في حديثه : لا تبغي غيرهم .
حدثنا
محمد بن الحسين قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وعندهم قاصرات الطرف ) قال : قصرن أبصارهن وقلوبهن على
[ ص: 42 ] أزواجهن ، فلا يردن غيرهم .
حدثنا
محمد بن الحسين قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : ذكر أيضا عن
منصور ، عن
مجاهد مثله .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وعندهم قاصرات الطرف ) قال : قصرن طرفهن على أزواجهن ، فلا يردن غيرهم .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قول الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48قاصرات الطرف ) قال : لا ينظرن إلا إلى أزواجهن ، قد قصرن أطرافهن على أزواجهن ، ليس كما يكون نساء أهل الدنيا .
وقوله ( عين ) يعني بالعين : النجل العيون عظامها ، وهي جمع عيناء ، والعيناء : المرأة الواسعة العين عظيمتها ، وهي أحسن ما تكون من العيون .
ونحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
محمد بن الحسين قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله ( عين ) قال : عظام الأعين .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قوله ( عين ) قال : العيناء : العظيمة العين .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15517أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال : ثنا
محمد بن الفرج الصدفي الدمياطي ، عن
عمرو بن هاشم ، عن
ابن أبي كريمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن أبيه ، عن
أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : قلت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502083يا رسول الله أخبرني عن قول الله : ( حور عين ) قال : " العين : الضخام العيون ، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر " .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ) اختلف أهل التأويل في الذي به شبهن من
[ ص: 43 ] البيض بهذا القول ، فقال بعضهم : شبهن ببطن البيض في البياض ، وهو الذي داخل القشر ، وذلك أن ذلك لم يمسه شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب قال : ثنا
ابن يمان ، عن
أشعث ، عن
جعفر ، عن
سعيد بن جبير ، في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ) قال : كأنهن بطن البيض .
حدثنا
محمد بن الحسين قال : ثنا
أحمد بن المفضل قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ) قال : البيض حين يقشر قبل أن تمسه الأيدي .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ) لم تمر به الأيدي ولم تمسه ، يشبهن بياضه .
وقال آخرون : بل شبهن بالبيض الذي يحضنه الطائر ، فهو إلى الصفرة ، فشبه بياضهن في الصفرة بذلك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ) قال : البيض الذي يكنه الريش ، مثل بيض النعام الذي قد أكنه الريش من الريح ، فهو أبيض إلى الصفرة فكأنه يبرق ، فذلك المكنون .
وقال آخرون : بل عنى بالبيض في هذا الموضع : اللؤلؤ ، وبه شبهن في بياضه وصفائه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ) يقول : اللؤلؤ المكنون .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال : شبهن في بياضهن ، وأنهن لم يمسهن قبل أزواجهن إنس ولا جان ببياض البيض الذي هو داخل
[ ص: 44 ] القشر ، وذلك هو الجلدة الملبسة المح قبل أن تمسه يد أو شيء غيرها ، وذلك لا شك هو المكنون ، فأما القشرة العليا فإن الطائر يمسها ، والأيدي تباشرها ، والعش يلقاها . والعرب تقول لكل مصون : مكنون . ما كان ذلك الشيء ، لؤلؤا كان أو بيضا أو متاعا ، كما قال
أبو دهبل :
وهي زهراء مثل لؤلؤة الغوا ص ميزت من جوهر مكنون
وتقول لكل شيء أضمرته الصدور : أكنته ، فهو مكن .
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15517أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال : ثنا
محمد بن الفرج الصدفي الدمياطي ، عن
عمرو بن هاشم عن
ابن أبي كريمة ، عن
هشام ، عن
الحسن ، عن أمه ، عن
أم سلمة " قلت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502084يا رسول الله أخبرني عن قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كأنهن بيض مكنون ) قال : " رقتهن كرقة الجلدة التي رأيتها في داخل البيضة التي تلي القشر وهي الغرقئ "
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) يقول - تعالى ذكره - : فأقبل بعض أهل الجنة على بعض يتساءلون ، يقول : يسأل بعضهم بعضا .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) أهل الجنة .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) قال : أهل الجنة .
[ ص: 45 ]
[ ص: 41 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29008_30397nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ( 48 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ( 49 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ( 50 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : وَعِنْدَ هَؤُلَاءِ الْمُخْلِصِينَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ، وَهُنَّ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي قَصَرْنَ أَطْرَافَهُنَّ عَلَى بُعُولَتِهِنَّ ، لَا يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ ، وَلَا يَمْدُدْنَ أَبْصَارَهُنَّ إِلَى غَيْرِهِمْ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) يَقُولُ : عَنْ غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) قَالَ : عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، زَادَ الْحَارِثُ فِي حَدِيثِهِ : لَا تَبْغِي غَيْرَهُمْ .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : ثَنَا
أَحْمَدُ قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) قَالَ : قَصَرْنَ أَبْصَارَهُنَّ وَقُلُوبَهُنَّ عَلَى
[ ص: 42 ] أَزْوَاجِهِنَّ ، فَلَا يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : ثَنَا
أَحْمَدُ قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : ذُكِرَ أَيْضًا عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) قَالَ : قَصَرْنَ طَرْفَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، فَلَا يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=48قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) قَالَ : لَا يَنْظُرْنَ إِلَّا إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، قَدْ قَصَرْنَ أَطْرَافَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، لَيْسَ كَمَا يَكُونُ نِسَاءُ أَهْلِ الدُّنْيَا .
وَقَوْلُهُ ( عِينٌ ) يَعْنِي بِالْعِيْنِ : النُّجْلَ الْعُيُونِ عِظَامَهَا ، وَهِيَ جَمْعُ عَيْنَاءَ ، وَالْعَيْنَاءُ : الْمَرْأَةُ الْوَاسِعَةُ الْعَيْنِ عَظِيمَتُهَا ، وَهِيَ أَحْسَنُ مَا تَكُونُ مِنَ الْعُيُونِ .
وَنَحْوَ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : ثَنَا
أَحْمَدُ قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ ( عِينٌ ) قَالَ : عِظَامُ الْأَعْيُنِ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ ( عِينٌ ) قَالَ : الْعَيْنَاءُ : الْعَظِيمَةُ الْعَيْنِ .
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15517أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الصَّدَفِيُّ الدِّمْيَاطِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17240هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهَا قَالَتْ : قُلْتُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502083يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : ( حُورٌ عِينٌ ) قَالَ : " الْعِينُ : الضِّخَامُ الْعُيُونِ ، شَفْرُ الْحُورَاءِ بِمَنْزِلَةِ جَنَاحِ النِّسْرِ " .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي بِهِ شُبِّهْنَ مِنَ
[ ص: 43 ] الْبَيْضِ بِهَذَا الْقَوْلِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : شُبِّهْنَ بِبَطْنِ الْبَيْضِ فِي الْبَيَاضِ ، وَهُوَ الَّذِي دَاخِلَ الْقِشْرِ ، وَذَلِكَ أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَمَسَّهُ شَيْءٌ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ : ثَنَا
ابْنُ يَمَانٍ ، عَنْ
أَشْعَثَ ، عَنْ
جَعْفَرٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) قَالَ : كَأَنَّهُنَّ بَطْنُ الْبَيْضِ .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) قَالَ : الْبَيْضُ حِينَ يُقْشَرُ قَبْلَ أَنْ تَمَسَّهُ الْأَيْدِي .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) لَمْ تَمُرَّ بِهِ الْأَيْدِي وَلَمْ تَمَسَّهُ ، يُشْبِهْنَ بَيَاضَهُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ شُبِّهْنَ بِالْبَيْضِ الَّذِي يَحْضُنُهُ الطَّائِرُ ، فَهُوَ إِلَى الصُّفْرَةِ ، فَشُبِّهَ بَيَاضُهُنَّ فِي الصُّفْرَةِ بِذَلِكَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) قَالَ : الْبَيْضُ الَّذِي يَكُنَّهُ الرِّيشُ ، مِثْلُ بَيْضِ النَّعَامِ الَّذِي قَدْ أَكَنَّهُ الرِّيشُ مِنَ الرِّيحِ ، فَهُوَ أَبْيَضُ إِلَى الصُّفْرَةِ فَكَأَنَّهُ يَبْرُقُ ، فَذَلِكَ الْمَكْنُونُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عَنَى بِالْبَيْضِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : اللُّؤْلُؤَ ، وَبِهِ شُبِّهْنَ فِي بَيَاضِهِ وَصَفَائِهِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) يَقُولُ : اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ .
وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ : شُبِّهْنَ فِي بَيَاضِهِنَّ ، وَأَنَّهُنَّ لَمْ يَمَسَّهُنَّ قَبْلَ أَزْوَاجِهِنَّ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ بِبَيَاضِ الْبَيْضِ الَّذِي هُوَ دَاخِلَ
[ ص: 44 ] الْقِشْرِ ، وَذَلِكَ هُوَ الْجِلْدَةُ الْمُلْبَسَةُ الْمُحَّ قَبْلَ أَنْ تَمَسَّهُ يَدٌ أَوْ شَيْءٌ غَيْرُهَا ، وَذَلِكَ لَا شَكَّ هُوَ الْمَكْنُونُ ، فَأَمَّا الْقِشْرَةُ الْعُلْيَا فَإِنَّ الطَّائِرَ يَمَسُّهَا ، وَالْأَيْدِيَ تُبَاشِرُهَا ، وَالْعُشَّ يَلْقَاهَا . وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مَصُونٍ : مَكْنُونٌ . مَا كَانَ ذَلِكَ الشَّيْءُ ، لُؤْلُؤًا كَانَ أَوْ بَيْضًا أَوْ مَتَاعًا ، كَمَا قَالَ
أَبُو دَهْبَلٍ :
وَهْيَ زَهْرَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الْغَوَّا صِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ
وَتَقُولُ لِكُلِّ شَيْءٍ أَضْمَرَتْهُ الصُّدُورُ : أَكَنَّتْهُ ، فَهُوَ مُكَنٌّ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ جَاءَ الْأَثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15517أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الصَّدَفِيُّ الدِّمْيَاطِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ عَنِ
ابْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ
هِشَامٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ
أُمِّ سَلَمَةَ " قُلْتُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502084يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=49كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) قَالَ : " رِقَّتُهُنَّ كَرِقَّةِ الْجِلْدَةِ الَّتِي رَأَيْتِهَا فِي دَاخِلِ الْبَيْضَةِ الَّتِي تَلِي الْقِشْرَ وَهِيَ الْغِرْقِئُ "
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ) يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : فَأَقْبَلَ بَعْضُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ، يَقُولُ : يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا .
كَمَا حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ) أَهْلُ الْجَنَّةِ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ) قَالَ : أَهْلُ الْجَنَّةِ .
[ ص: 45 ]