القول في وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل ( 46 ) تأويل قوله تعالى : ( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير ( 47 ) ) [ ص: 555 ]
يقول - تعالى ذكره - : ولم يكن لهؤلاء الكافرين حين يعذبهم الله يوم القيامة أولياء يمنعونهم من عذاب الله ولا ينتصرون لهم من ربهم على ما نالهم به من العذاب من دون الله . ( ومن يضلل الله فما له من سبيل ) يقول : ومن يخذله عن طريق الحق فما له من طريق إلى الوصول إليه ، لأن . الهداية والإضلال بيده دون كل أحد سواه
وقوله : ( استجيبوا لربكم ) يقول - تعالى ذكره - للكافرين به : أجيبوا أيها الناس داعي الله وآمنوا به واتبعوه على ما جاءكم به من عند ربكم . ( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ) يقول : لا شيء يرد مجيئه إذا جاء الله به ، وذلك يوم القيامة . ( ما لكم من ملجأ يومئذ ) يقول - جل ثناؤه - : ما لكم أيها الناس من معقل تحترزون فيه ، وتلجئون إليه ، فتعتصمون به من النازل بكم من عذاب الله على كفركم به ، كان في الدنيا ( وما لكم من نكير ) يقول : ولا أنتم تقدرون لما يحل بكم من عقابه يومئذ على تغييره ، ولا على انتصار منه إذا عاقبكم بما عاقبكم به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( ما لكم من ملجأ ) قال : من محرز .
وقوله : ( من نكير ) قال : ناصر ينصركم .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي ما لكم من ملجأ يومئذ ) تلجئون إليه ( وما لكم من نكير ) يقول : من عز تعتزون .