القول في تأويل قوله تعالى ( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم )
يعني بقوله جل ثناؤه : "وإن الذين أوتوا الكتاب" أحبار اليهود وعلماء النصارى .
وقد قيل : إنما عنى بذلك اليهود خاصة .
ذكر من قال ذلك :
2256 - حدثنا موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط ، عن : "وإن الذين أوتوا الكتاب " ، أنزل ذلك في السدي اليهود .
وقوله : "ليعلمون أنه الحق من ربهم" ، يعني هؤلاء الأحبار والعلماء من أهل الكتاب ، يعلمون أن التوجه نحو المسجد ، الحق الذي فرضه الله عز وجل على إبراهيم وذريته وسائر عباده بعده .
ويعني بقوله : "من ربهم" أنه الفرض الواجب على عباد الله تعالى ذكره ، وهو الحق من عند ربهم ، فرضه عليهم .