يقول - تعالى ذكره - ( ونزلنا من السماء ماء ) مطرا مباركا ، فأنبتنا به بساتين أشجارا ، وحب الزرع المحصود من البر والشعير ، وسائر أنواع الحبوب .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وحب الحصيد ) هذا البر والشعير .
حدثني ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وحب الحصيد ) قال : هو البر والشعير .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وحب الحصيد ) قال : الحنطة .
وكان بعض أهل العربية يقول في قوله ( وحب الحصيد ) الحب هو الحصيد ، وهو مما أضيف إلى نفسه مثل قوله : ( إن هذا لهو حق اليقين ) .
وقوله ( والنخل باسقات ) يقول : وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالا ، والباسق : هو الطويل . يقال للجبل الطويل : جبل باسق ، كما قال أبو نوفل لابن هبيرة :
يا ابن الذين بفضلهم بسقت على قيس فزاره
[ ص: 335 ]وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( باسقات ) يقول : طوال .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( والنخل باسقات ) قال : النخل الطوال .
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن في قوله ( عبد الله بن شداد والنخل باسقات ) قال : بسوقها : طولها في إقامة .
حدثنا هناد قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة في قوله ( والنخل باسقات ) الباسقات : الطوال .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( باسقات ) قال : الطوال .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( والنخل باسقات ) قال : بسوقها طولها .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( والنخل باسقات ) قال : يعني طولها .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( والنخل باسقات ) قال : البسوق : الطول .
وقوله ( لها طلع نضيد ) يقول : لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكفرى ، نضيد : يقول : منضود بعضه على بعض متراكب .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 336 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( لها طلع نضيد ) قال : يقول : بعضه على بعض .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( نضيد ) قال : المنضد .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( لها طلع نضيد ) يقول : بعضه على بعض .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( لها طلع نضيد ) ينضد بعضه على بعض .
وقوله ( رزقا للعباد ) يقول : أنبتنا بهذا الماء الذي أنزلناه من السماء هذه الجنات ، والحب والنخل قوتا للعباد ، بعضها غذاء ، وبعضها فاكهة ومتاعا .
وقوله ( وأحيينا به بلدة ميتا ) يقول - تعالى ذكره - وأحيينا بهذا الماء الذي أنزلناه من السماء بلدة ميتا قد أجدبت وقحطت ، فلا زرع فيها ولا نبت .
وقوله ( كذلك الخروج ) يقول - تعالى ذكره - : كما أنبتنا بهذا الماء هذه الأرض الميتة ، فأحييناها به ، فأخرجنا نباتها وزرعها ، كذلك نخرجكم يوم القيامة أحياء من قبوركم من بعد بلائكم فيها بما ينزل عليها من الماء .