القول في تأويل قوله تعالى : ( اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ( 2 ) )
يقول تعالى ذكره : اتخذ المنافقون أيمانهم جنة ، وهي حلفهم .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( اتخذوا أيمانهم جنة ) : أي حلفهم جنة . [ ص: 394 ]
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : ( اتخذوا أيمانهم جنة ) قال : يجتنون بها ، قال : ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( اتخذوا أيمانهم جنة ) يقول : حلفهم بالله إنهم لمنكم جنة .
وقوله : ( جنة ) : سترة يستترون بها كما يستتر المستجن بجنته في حرب وقتال ، فيمنعون بها أنفسهم وذراريهم وأموالهم ، ويدفعون بها عنها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( جنة ) ليعصموا بها دماءهم وأموالهم .
وقوله . ( فصدوا عن سبيل الله ) يقول : فأعرضوا عن دين الله الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم وشريعته التي شرعها لخلقه ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) يقول : إن هؤلاء المنافقين الذين اتخذوا أيمانهم جنة ساء ما كانوا يعملون في اتخاذهم أيمانهم جنة ، لكذبهم ونفاقهم ، وغير ذلك من أمورهم .