[ ص: 585 ] القول في تأويل فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) قوله تعالى : ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 ) )
يقول تعالى ذكره : فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه ، فيقول : ( اقرءوا كتابيه ) .
كما حدثني قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : ( هاؤم اقرءوا كتابيه ) قال : تعالوا .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان بعض أهل العلم يقول : وجدت أكيس الناس من قال : ( هاؤم اقرءوا كتابيه ) .
وقوله : ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) يقول : إني علمت أني ملاق حسابيه إذا وردت يوم القيامة على ربي .
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : ( إني ظننت ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) يقول : أيقنت .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) : ظن ظنا يقينا ، فنفعه الله بظنه .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) قال : إن الظن من المؤمن يقين ، وإن "عسى" من الله واجب ( فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) ( فعسى أن يكون من المفلحين ) .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال; ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) قال : ما كان من ظن الآخرة فهو علم .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن مجاهد ، قال : كل ظن في القرآن ( إني ظننت ) يقول : أي علمت .