القول في تأويل
nindex.php?page=treesubj&link=29044_30296قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ( 20 ) )
يعني تعالى ذكره بقوله : إن هذه الآيات التي ذكر فيها أمر القيامة وأهوالها ،
[ ص: 697 ] وما هو فاعل فيها بأهل الكفر تذكرة ، يقول : عبرة وعظة لمن اعتبر بها واتعظ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) يقول : فمن شاء من الخلق اتخذ إلى ربه طريقا بالإيمان به ، والعمل بطاعته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19إن هذه تذكرة ) يعني القرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) بطاعة الله .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ) يقول لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : إن ربك يا
محمد يعلم أنك تقوم أقرب من ثلثي الليل مصليا ، ونصفه وثلثه .
اختلفت القراء في قراءة ذلك : فقرأته عامة قراء
المدينة والبصرة بالخفض; ونصفه وثلثه ، بمعنى : وأدنى من نصفه وثلثه ، إنكم لم تطيقوا العمل بما افترض عليكم من قيام الليل ، فقوموا أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه وثلثه . وقرأ ذلك بعض قراء
مكة وعامة قراء
الكوفة بالنصب ، بمعنى : إنك تقوم أدنى من ثلثي الليل وتقوم نصفه وثلثه .
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وطائفة من الذين معك ) يعني : من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا مؤمنين بالله حين فرض عليهم قيام الليل .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20والله يقدر الليل والنهار ) بالساعات والأوقات .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن لن تحصوه ) يقول : علم ربكم أيها القوم الذين فرض عليهم قيام الليل أن لن تطيقوا قيامه (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فتاب عليكم ) إذ عجزتم وضعفتم عنه ، ورجع بكم إلى التخفيف عنكم .
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20أن لن تحصوه ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
هشيم ، عن
عباد بن راشد ، عن
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن لن تحصوه ) أن لن تطيقوه .
حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
هشيم ، قال : أخبرني به
عباد بن راشد ، قال : سمعت
الحسن يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20أن لن تحصوه ) قال : لن تطيقوه .
حدثنا عن
ابن حميد ، قال : ثنا
يعقوب ، عن
جعفر ، عن
سعيد (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ) يقول : أن لن تطيقوه .
قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن لن تحصوه ) قال : أن لن تطيقوه .
حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، قال : ثنا
عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن
عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=811125خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا أدخلتاه الجنة ، وهما يسير ، ومن يعمل بهما قليل ، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ، ويحمده عشرا ، ويكبره عشرا" قال : فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده ، قال : "فتلك خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمس مائة في الميزان ، وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة; قال : فتلك مائة باللسان ، وألف في الميزان ، فأيكم يعمل في اليوم الواحد ألفين وخمس مائة سيئة ؟" قالوا : فكيف لا نحصيهما؟ قال : "يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول : اذكر كذا ، اذكر كذا حتى ينفتل ، ولعله لا يعقل ، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام " .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
أبو نعيم ، عن
سفيان ، عن
عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن
عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن لن تحصوه ) قيام الليل كتب عليكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) يقول : فاقرءوا من الليل ما تيسر لكم من القرآن في صلاتكم; وهذا تخفيف من الله عز وجل عن عباده فرضه الذي كان فرض عليهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا ) .
حدثني
يعقوب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أبي رجاء محمد ، قال : قلت
للحسن : يا
أبا سعيد ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه ، فلا يقوم به ، إنما يصلي المكتوبة ، قال : يتوسد القرآن ، لعن الله ذاك; قال الله للعبد الصالح : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68وإنه لذو علم لما علمناه ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم ) قلت : يا
أبا سعيد قال الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) قال : نعم ، ولو خمسين آية .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
عثمان الهمداني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) قال : مائة آية .
قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
ربيع ، عن
الحسن ، قال : من قرأ مائة آية في ليلة لم
[ ص: 699 ] يحاجه القرآن .
قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن
كعب ، قال : من قرأ في ليلة مائة آية كتب من العابدين .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ) يقول تعالى ذكره : علم ربكم أيها المؤمنون أن سيكون منكم أهل مرض قد
nindex.php?page=treesubj&link=1251أضعفه المرض عن قيام الليل (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وآخرون يضربون في الأرض ) في سفر (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20يبتغون من فضل الله ) في تجارة قد سافروا لطلب المعاش فأعجزهم ، فأضعفهم أيضا عن قيام الليل (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) يقول : وآخرون أيضا منكم يجاهدون العدو فيقاتلونهم في نصرة دين الله ، فرحمكم الله فخفف عنكم ، ووضع عنكم فرض قيام الليل (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فاقرءوا ما تيسر منه ) يقول : فاقرءوا الآن إذ خفف ذلك عنكم من الليل في صلاتكم ما تيسر من القرآن . والهاء قي قوله "منه" من ذكر القرآن .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قال : ثم أنبأ بخصال المؤمنين ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه ) قال : افترض الله القيام في أول هذه السورة ، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم ، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء ، ثم أنزل التخفيف في آخرها ، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وأقيموا الصلاة ) يقول : وأقيموا المفروضة وهي الصلوات الخمس في اليوم والليلة (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وآتوا الزكاة ) يقول : وأعطوا الزكاة المفروضة في أموالكم أهلها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) فهما فريضتان واجبتان ، لا رخصة لأحد فيهما ، فأدوهما إلى الله تعالى ذكره .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وأقرضوا الله قرضا حسنا ) يقول : وأنفقوا في سبيل الله من أموالكم .
[ ص: 700 ]
وكان
ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني به
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وأقرضوا الله قرضا حسنا ) قال : القرض : النوافل سوى الزكاة .
وقوله : (
nindex.php?page=treesubj&link=29044_29468_29680nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ) يقول : وما تقدموا أيها المؤمنون لأنفسكم في دار الدنيا من صدقة أو نفقة تنفقونها في سبيل الله ، أو غير ذلك من نفقة في وجوه الخير ، أو عمل بطاعة الله من صلاة أو صيام أو حج ، أو غير ذلك من أعمال الخير في طلب ما عند الله ، تجدوه عند الله يوم القيامة في معادكم ، هو خيرا لكم مما قدمتم في الدنيا ، وأعظم منه ثوابا : أي ثوابه أعظم من ذلك الذي قدمتموه لو لم تكونوا قدمتموه (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20واستغفروا الله ) يقول تعالى ذكره : وسلوا الله غفران ذنوبكم يصفح لكم عنها (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن الله غفور رحيم ) يقول : إن الله ذو مغفرة لذنوب من تاب من عباده من ذنوبه ، وذو رحمة أن يعاقبهم عليها من بعد توبتهم منها .
آخر تفسير سورة المزمل .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=29044_30296قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 20 ) )
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي ذَكَرَ فِيهَا أَمْرَ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالَهَا ،
[ ص: 697 ] وَمَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا بِأَهْلِ الْكُفْرِ تَذْكِرَةٌ ، يَقُولُ : عِبْرَةٌ وَعِظَةٌ لِمَنِ اعْتَبَرَ بِهَا وَاتَّعَظَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ) يَقُولُ : فَمَنْ شَاءَ مِنَ الْخَلْقِ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ طَرِيقًا بِالْإِيمَانِ بِهِ ، وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ ) يَعْنِي الْقُرْآنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ) بِطَاعَةِ اللَّهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ) يَقُولُ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبَّكَ يَا
مُحَمَّدُ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَقْرَبَ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا ، وَنِصْفَهَ وَثُلُثَهُ .
اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ : فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ
الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ بِالْخَفْضِ; وَنِصْفِهِ وَثُلُثِهِ ، بِمَعْنَى : وَأَدْنَى مِنْ نِصْفِهِ وَثُلُثِهِ ، إِنَّكُمْ لَمْ تُطِيقُوا الْعَمَلَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ، فَقُومُوا أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَمِنْ نِصْفِهِ وَثُلُثِهِ . وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ
مَكَّةَ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ
الْكُوفَةِ بِالنَّصْبِ ، بِمَعْنَى : إِنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَتَقُومُ نِصْفَهُ وَثُلُثَهُ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) يَعْنِي : مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ كَانُوا مُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ قِيَامُ اللَّيْلِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) بِالسَّاعَاتِ وَالْأَوْقَاتِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) يَقُولُ : عَلِمَ رَبُّكُمْ أَيُّهَا الْقَوْمُ الَّذِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ قِيَامُ اللَّيْلِ أَنْ لَنْ تُطِيقُوا قِيَامَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) إِذْ عَجَزْتُمْ وَضَعُفْتُمْ عَنْهُ ، وَرَجَعَ بِكُمْ إِلَى التَّخْفِيفِ عَنْكُمْ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو كُريبٍ ، قَالَ : ثَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنْ
عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) أَنْ لَنْ تُطِيقُوهُ .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ ، قَالَ : ثَنَا
هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي بِهِ
عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قَالَ : لَنْ تُطِيقُوهُ .
حَدَّثَنَا عَنِ
ابْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
يَعْقُوبُ ، عَنْ
جَعْفَرٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) يَقُولُ : أَنْ لَنْ تُطِيقُوهُ .
قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قَالَ : أَنْ لَنْ تُطِيقُوهُ .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، قَالَ : ثَنَا
عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=811125خَلَّتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ ، وَهُمَا يَسِيرٌ ، وَمَنْ يَعْمَلْ بِهِمَا قَلِيلٌ ، يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا ، وَيُكَبِّرُهُ عَشْرًا" قَالَ : فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ ، قَالَ : "فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَ وَحَمِدَ وَكَبَّرَ مِائَةً; قَالَ : فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ ؟" قَالُوا : فَكَيْفَ لَا نُحْصِيهِمَا؟ قَالَ : "يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ فَيَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا ، اذْكُرْ كَذَا حَتَّى يَنْفَتِلَ ، وَلَعَلَّهُ لَا يَعْقِلُ ، وَيَأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلَا يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ " .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قِيَامُ اللَّيْلِ كُتِبَ عَلَيْكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) يَقُولُ : فَاقْرَءُوا مِنَ اللَّيْلِ مَا تَيَسَّرَ لَكُمْ مِنَ الْقُرْآنِ فِي صَلَاتِكُمْ; وَهَذَا تَخْفِيفٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عِبَادِهِ فَرْضَهُ الَّذِي كَانَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ) .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
أَبِي رَجَاءٍ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قُلْتُ
لِلْحَسَنِ : يَا
أَبَا سَعِيدٍ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَدِ اسْتَظْهَرَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ ، فَلَا يَقُومُ بِهِ ، إِنَّمَا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ ، قَالَ : يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ ، لَعَنَ اللَّهُ ذَاكَ; قَالَ اللَّهُ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ) قُلْتُ : يَا
أَبَا سَعِيدٍ قَالَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) قَالَ : نَعَمْ ، وَلَوْ خَمْسِينَ آيَةً .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
عُثْمَانَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) قَالَ : مِائَةُ آيَةٍ .
قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
رَبِيعٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ
[ ص: 699 ] يُحَاجُّهُ الْقُرْآنُ .
قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
كَعْبٍ ، قَالَ : مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْعَابِدِينَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : عَلِمَ رَبُّكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ أَهْلُ مَرَضٍ قَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=1251أَضْعَفَهُ الْمَرَضُ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ) فِي سَفَرٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) فِي تِجَارَةٍ قَدْ سَافَرُوا لِطَلَبِ الْمَعَاشِ فَأَعْجَزَهُمْ ، فَأَضْعَفَهُمْ أَيْضًا عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) يَقُولُ : وَآخَرُونَ أَيْضًا مِنْكُمْ يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ فَيُقَاتِلُونَهُمْ فِي نُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ ، فَرَحِمَكُمُ اللَّهُ فَخَفَّفَ عَنْكُمْ ، وَوَضَعَ عَنْكُمْ فَرْضَ قِيَامِ اللَّيْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) يَقُولُ : فَاقْرَءُوا الْآنَ إِذْ خَفَّفَ ذَلِكَ عَنْكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فِي صَلَاتِكُمْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ . وَالْهَاءُ قِي قَوْلِهِ "مِنْهُ" مِنْ ذِكْرِ الْقُرْآنِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : ثُمَّ أَنْبَأَ بِخِصَالِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) قَالَ : افْتَرَضَ اللَّهُ الْقِيَامَ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ ، فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا حَتَّى انْتَفَخَتْ أَقْدَامُهُمْ ، وَأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ أَنْزَلَ التَّخْفِيفَ فِي آخِرِهَا ، فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) يَقُولُ : وَأَقِيمُوا الْمَفْرُوضَةَ وَهِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَآتُوا الزَّكَاةَ ) يَقُولُ : وَأَعْطُوا الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ فِي أَمْوَالِكُمْ أَهْلَهَا .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) فَهُمَا فَرِيضَتَانِ وَاجَبَتَانِ ، لَا رُخْصَةَ لِأَحَدٍ فِيهِمَا ، فَأَدُّوهُمَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) يَقُولُ : وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أَمْوَالِكُمْ .
[ ص: 700 ]
وَكَانَ
ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) قَالَ : الْقَرْضُ : النَّوَافِلُ سِوَى الزَّكَاةِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=treesubj&link=29044_29468_29680nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ) يَقُولُ : وَمَا تَقَدِّمُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لِأَنْفُسِكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ نَفَقَةٍ تُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ ، أَوْ عَمَلٍ بِطَاعَةِ اللَّهِ مِنْ صَلَاةٍ أَوْ صِيَامٍ أَوْ حَجٍّ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ فِي طَلَبِ مَا عِنْدَ اللَّهِ ، تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مَعَادِكُمْ ، هُوَ خَيْرًا لَكُمْ مِمَّا قَدَّمْتُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَأَعْظَمَ مِنْهُ ثَوَابًا : أَيْ ثَوَابُهُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ الَّذِي قَدَّمْتُمُوهُ لَوْ لَمْ تَكُونُوا قَدَّمْتُمُوهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَسَلُوا اللَّهَ غُفْرَانَ ذُنُوبِكُمْ يَصْفَحْ لَكُمْ عَنْهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ ذُو مَغْفِرَةٍ لِذُنُوبِ مَنْ تَابَ مِنْ عِبَادِهِ مِنْ ذُنُوبِهِ ، وَذُو رَحْمَةٍ أَنْ يُعَاقِبَهُمْ عَلَيْهَا مِنْ بَعْدِ تَوْبَتِهِمْ مِنْهَا .
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ .