القول في الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ( 9 ) تأويل قوله تعالى : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( 10 ) ) .
يقول تعالى ذكره : الذي له سلطان السماوات السبع والأرضين وما فيهن ( والله على كل شيء شهيد ) يقول تعالى ذكره : والله على فعل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد ، وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه ، وهو مجازيهم جزاءهم .
وقوله : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) يقول : إن الذين ابتلوا المؤمنين والمؤمنات بالله بتعذيبهم ، وإحراقهم بالنار .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) حرقوا المؤمنين والمؤمنات .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني [ ص: 344 ] الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( إن الذين فتنوا ) قال : عذبوا .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) قال : حرقوهم بالنار .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) يقول : حرقوهم .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن ابن أبزى ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) حرقوهم .
وقوله : ( ثم لم يتوبوا ) يقول : ثم لم يتوبوا من كفرهم وفعلهم الذي فعلوا بالمؤمنين والمؤمنات من أجل إيمانهم بالله ( فلهم عذاب جهنم ) في الآخرة ( ولهم عذاب الحريق ) في الدنيا .
كما حدثت عن عمار ، قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ( فلهم عذاب جهنم ) في الآخرة ( ولهم عذاب الحريق ) في الدنيا .