يقول تعالى ذكره : ( والسماء ذات الرجع ) ترجع بالغيوم وأرزاق العباد كل عام ; ومنه قول المتنخل في صفة سيف :
أبيض كالرجع رسوب إذا ما ثاخ في محتفل يختلي
[ ص: 360 ]وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، قال : ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( والسماء ذات الرجع ) قال : السحاب فيه المطر .
حدثنا علي بن سهل ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( والسماء ذات الرجع ) قال : ذات السحاب فيه المطر .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( والسماء ذات الرجع ) يعني بالرجع : القطر والرزق كل عام .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا عن ابن علية ، أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : ( والسماء ذات الرجع ) قال : ترجع بأرزاق الناس كل عام; قال أبو رجاء : سئل عنها عكرمة ، فقال : رجعت بالمطر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( ذات الرجع ) قال : السحاب يمطر ، ثم يرجع بالمطر .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( والسماء ذات الرجع ) قال : ترجع بأرزاق العباد كل عام ، لولا ذلك هلكوا ، وهلكت مواشيهم . [ ص: 361 ]
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : ( والسماء ذات الرجع ) قال : ترجع بالغيث كل عام .
حدثت عن الحسين : قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( والسماء ذات الرجع ) يعني : المطر .
وقال آخرون : يعني بذلك : أن شمسها وقمرها يغيب ويطلع .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( والسماء ذات الرجع ) قال : شمسها وقمرها ونجومها يأتين من هاهنا .
وقوله : ( والأرض ذات الصدع ) يقول تعالى ذكره : والأرض ذات الصدع بالنبات .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ( والأرض ذات الصدع ) قال : ذات النبات .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( والأرض ذات الصدع ) يقول : صدعها إخراج النبات في كل عام .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا عن ابن علية ، أبي رجاء ، عن الحسن ( والأرض ذات الصدع ) قال : هذه تصدع عما تحتها; قال أبو رجاء : وسئل عنها عكرمة ، فقال : هذه تصدع عن الرزق .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، عن ابن أبي نجيح ، قال مجاهد : ( والأرض ذات الصدع ) مثل المأزم مأزم منى .
حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( والأرض ذات الصدع ) قال : الصدع : مثل المأزم ، غير الأودية وغير الجرف . [ ص: 362 ]
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( والأرض ذات الصدع ) تصدع عن الثمار وعن النبات كما رأيتم .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( والأرض ذات الصدع ) قال : تصدع عن النبات .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( والأرض ذات الصدع ) وقرأ : ( ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا ) إلى آخر الآية ، قال : صدعها للحرث .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( والأرض ذات الصدع ) : النبات .
وقوله : ( إنه لقول فصل ) يقول تعالى ذكره : إن هذا القول وهذا الخبر لقول فصل : يقول : لقول يفصل بين الحق والباطل ببيانه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في العبارة عنه ، فقال بعضهم : لقول حق . وقال بعضهم : لقول حكم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( إنه لقول فصل ) يقول : حق .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( إنه لقول فصل ) ؛ أي : حكم .
وقوله : ( وما هو بالهزل ) يقول : وما هو باللعب ولا الباطل .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( وما هو بالهزل ) يقول : بالباطل .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( وما هو بالهزل ) قال : باللعب . [ ص: 363 ]
وقوله : ( إنهم يكيدون كيدا ) يقول تعالى ذكره : إن هؤلاء المكذبين بالله ورسوله والوعد والوعيد يمكرون مكرا .
وقوله : ( وأكيد كيدا ) يقول : وأمكر مكرا; ومكره جل ثناؤه بهم : إملاؤه إياهم على معصيتهم وكفرهم به .
وقوله : ( فمهل الكافرين ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فمهل يا محمد الكافرين ولا تعجل عليهم ( أمهلهم رويدا ) يقول : أمهلهم آنا قليلا وأنظرهم للموعد الذي هو وقت حلول النقمة بهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( أمهلهم رويدا ) يقول : قريبا .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أمهلهم رويدا ) الرويد : القليل .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) قال : مهلهم ، فلا تعجل عليهم تركهم ، حتى لما أراد الانتصار منهم أمره بجهادهم وقتالهم ، والغلظة عليهم .
آخر تفسير سورة والسماء والطارق .