القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28842_30563تأويل قوله جل ثناؤه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) )
وتأويل ذلك كالذي قاله
ابن عباس ، الذي :
341 - حدثنا به
محمد بن حميد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13655سلمة بن الفضل ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن
عكرمة ، أو عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11إنما نحن مصلحون ) ، أي قالوا : إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب .
وخالفه في ذلك غيره .
342 - حدثنا
القاسم بن الحسن ، قال : حدثنا
الحسين بن داود ، قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ) ، قال : إذا ركبوا معصية الله فقيل لهم : لا تفعلوا كذا وكذا ، قالوا : إنما نحن على الهدى مصلحون .
[ ص: 291 ]
قال
أبو جعفر : وأي الأمرين كان منهم في ذلك ، أعني في دعواهم أنهم مصلحون ، فهم لا شك أنهم كانوا يحسبون أنهم فيما أتوا من ذلك مصلحون . فسواء بين اليهود والمسلمين كانت دعواهم الإصلاح ، أو في أديانهم ، وفيما ركبوا من معصية الله ، وكذبهم المؤمنين فيما أظهروا لهم من القول وهم لغير ما أظهروا مستبطنون ، لأنهم كانوا في جميع ذلك من أمرهم عند أنفسهم محسنين ، وهم عند الله مسيئون ، ولأمر الله مخالفون . لأن الله جل ثناؤه قد كان فرض عليهم عداوة اليهود وحربهم مع المسلمين ، وألزمهم التصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله ، كالذي ألزم من ذلك المؤمنين . فكان لقاؤهم اليهود - على وجه الولاية منهم لهم - ، وشكهم في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما جاء به أنه من عند الله - أعظم الفساد ، وإن كان ذلك كان عندهم إصلاحا وهدى : في أديانهم أو فيما بين المؤمنين واليهود ، فقال جل ثناؤه فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12ألا إنهم هم المفسدون ) دون الذين ينهونهم من المؤمنين عن الإفساد في الأرض ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12ولكن لا يشعرون )
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28842_30563تَأْوِيلِ قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11 ) )
وَتَأْوِيلُ ذَلِكَ كَالَّذِي قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ ، الَّذِي :
341 - حَدَّثَنَا بِهِ
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13655سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، أَوْ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) ، أَيْ قَالُوا : إِنَّمَا نُرِيدُ الْإِصْلَاحَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ .
وَخَالَفَهُ فِي ذَلِكَ غَيْرُهُ .
342 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) ، قَالَ : إِذَا رَكِبُوا مَعْصِيَةَ اللَّهِ فَقِيلَ لَهُمْ : لَا تَفْعَلُوا كَذَا وَكَذَا ، قَالُوا : إِنَّمَا نَحْنُ عَلَى الْهُدَى مُصْلِحُونَ .
[ ص: 291 ]
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَيُّ الْأَمْرَيْنِ كَانَ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ ، أَعْنِي فِي دَعْوَاهُمْ أَنَّهُمْ مُصْلِحُونَ ، فَهُمْ لَا شَكَّ أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ فِيمَا أَتَوْا مِنْ ذَلِكَ مُصْلِحُونَ . فَسَوَاءٌ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالْمُسْلِمِينَ كَانَتْ دَعْوَاهُمُ الْإِصْلَاحَ ، أَوْ فِي أَدْيَانِهِمْ ، وَفِيمَا رَكِبُوا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وَكَذِبِهِمُ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا أَظْهَرُوا لَهُمْ مِنَ الْقَوْلِ وَهُمْ لِغَيْرِ مَا أَظْهَرُوا مُسْتَبْطِنُونَ ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مِنَ أَمْرِهِمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ مُحْسِنِينَ ، وَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مُسِيئُونَ ، وَلِأَمْرِ اللَّهِ مُخَالِفُونَ . لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَدْ كَانَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ عَدَاوَةَ الْيَهُودِ وَحَرْبَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَلْزَمَهُمُ التَّصْدِيقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، كَالَّذِي أَلْزَمَ مِنْ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ . فَكَانَ لِقَاؤُهُمُ الْيَهُودَ - عَلَى وَجْهِ الْوِلَايَةِ مِنْهُمْ لَهُمْ - ، وَشَكُّهُمْ فِي نُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيمَا جَاءَ بِهِ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ - أَعْظَمَ الْفَسَادِ ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ عِنْدَهُمْ إِصْلَاحًا وَهُدًى : فِي أَدْيَانِهِمْ أَوْ فِيمَا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْيَهُودِ ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ) دُونَ الَّذِينَ يَنْهَوْنَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ )