قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " لا انفصام لها " لا انكسار لها . " والهاء والألف " في قوله : " لها " عائد على " العروة " .
ومعنى الكلام : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ، فقد اعتصم من طاعة الله بما لا يخشى مع اعتصامه خذلانه إياه ، وإسلامه عند حاجته إليه في أهوال الآخرة ، كالمتمسك بالوثيق من عرى الأشياء التي لا يخشى انكسار عراها .
وأصل " الفصم " الكسر ، ومنه قول أعشى بني ثعلبة :
ومبسمها عن شتيت النبات غير أكس ولا منفصم
[ ص: 423 ]وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
5853 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " لا انفصام لها " قال : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
5854 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
5855 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن : " السدي لا انفصام لها " قال : لا انقطاع لها .