القول في تأويل قوله ( فأما الذين في قلوبهم زيغ )
قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : فأما الذين في قلوبهم ميل عن الحق وانحراف عنه .
يقال منه : " زاغ فلان عن الحق ، فهو يزيغ عنه زيغا وزيغانا وزيغوغة وزيوغا " و " أزاغه الله " - إذا أماله - " فهو يزيغه " ومنه قوله - جل ثناؤه - : ( ربنا لا تزغ قلوبنا ) لا تملها عن الحق ( بعد إذ هديتنا ) [ سورة آل عمران : 8 ] . [ ص: 184 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : -
ذكر من قال ذلك :
6592 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير : " فأما الذين في قلوبهم زيغ " أي : ميل عن الهدى .
6593 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله : " في قلوبهم زيغ " قال : شك .
6594 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله .
6595 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : " فأما الذين في قلوبهم زيغ " قال : من أهل الشك .
6596 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فأما الذين في قلوبهم زيغ " أما الزيغ فالشك .
6597 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : قال : " زيغ " شك قال ابن جريج : " الذين في قلوبهم زيغ " المنافقون .


