يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ) القول في تأويل قوله - عز وجل - (
قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ويحذركم الله نفسه في يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا موفرا ، " وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا " يعني غاية بعيدة ، فإن مصيركم أيها القوم يومئذ إليه ، فاحذروه على أنفسكم من ذنوبكم .
وكان قتادة يقول في معنى قوله : " محضرا " ما : -
6840 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا " يقول : موفرا .
قال أبو جعفر : وقد زعم [ بعض ] أهل العربية أن معنى ذلك : واذكر يوم تجد . وقال : إن ذلك إنما جاء كذلك ، لأن القرآن إنما نزل للأمر والذكر ، كأنه قيل لهم : اذكروا كذا وكذا ، لأنه في القرآن في غير موضع : " واتقوا يوم كذا ، وحين كذا " .
وأما " ما " التي مع " عملت " فبمعنى " الذي " ولا يجوز أن تكون جزاء ، لوقوع " تجد " عليه . وأما قوله : " وما عملت من سوء " فإنه معطوف على قوله : " ما " الأولى ، و " عملت " صلة بمعنى الرفع ، لما قيل : " تود " . [ ص: 320 ] فتأويل الكلام : يوم تجد كل نفس الذي عملت من خير محضرا ، والذي عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا
" والأمد " الغاية التي ينتهى إليها ، ومنه قول الطرماح :
كل حي مستكمل عدة ال عمر ، ومود إذا انقضى أمده
يعني : غاية أجله . وقد : -
6841 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن قوله : " وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا " مكانا بعيدا . السدي
6842 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن : " أمدا بعيدا " قال : أجلا . ابن جريج
6843 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا [ ص: 321 ] عن عباد بن منصور ، الحسن في قوله : " وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا " قال : يسر أحدهم أن لا يلقى عمله ذاك أبدا يكون ذلك مناه ، وأما في الدنيا فقد كانت خطيئة يستلذها .