الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3080 حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة واقرءوا إن شئتم وظل ممدود ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثالث عشر حديث أبي هريرة في ذلك ، وفيه الزيادة المشار إليها ، وفيه " ولقاب قوس " وهذا الأخير تقدم في الجهاد مع الكلام عليه ، والشجرة المذكورة قال ابن الجوزي : يقال إنها طوبى .

                                                                                                                                                                                                        ( قلت ) وشاهد ذلك في حديث عتبة بن عبد السلمي عند أحمد والطبراني وابن حبان ، فهذا هو المعتمد خلافا لمن قال إنما نكرت للتنبيه على اختلاف جنسها بحسب شهوات أهل الجنة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يسير الراكب ) أي أي راكب فرض ، ومنهم من حمله على الوسط المعتدل ، وقوله : " في ظلها " أي في نعيمها وراحتها ومنه قولهم عيش ظليل ، وقيل : معنى ظلها ناحيتها وأشار بذلك إلى امتدادها ومنه قولهم أنا في ظلك أي ناحيتك ، قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي من حر الشمس وأذاها وليس في الجنة شمس ولا أذى ، وروى ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال : الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام من كل نواحيها فيخرج أهل الجنة يتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم اللهو فيرسل الله ريحا فيحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية