الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3092 حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قيل يا رسول الله إن كانت لكافية قال فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها [ ص: 385 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 385 ] قوله : ( ناركم جزء ) زاد مسلم في روايته " جزء واحد " . قوله : ( من سبعين جزءا ) في رواية لأحمد " من مائة جزء " والجمع بأن المراد المبالغة في الكثرة لا العدد الخاص أو الحكم للزائد ، زاد الترمذي من حديث أبي سعيد " لكل جزء منها حرها " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن كانت لكافية ) " إن " هي المخففة من الثقيلة أي إن نار الدنيا كانت مجزئة لتعذيب العصاة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فضلت عليهن ) كذا هنا والمعنى على نيران الدنيا ، وفي رواية مسلم " فضلت عليها " أي على النار ، قال الطيبي ما محصله : إنما أعاد صلى الله عليه وسلم حكاية تفضيل نار جهنم على نار الدنيا إشارة إلى المنع من دعوى الإجزاء ، أي لا بد من الزيادة ليتميز ما يصدر من الخالق من العذاب على ما يصدر من خلقه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( مثل حرها ) زاد أحمد وابن حبان من وجه آخر عن أبي هريرة وضربت بالبحر مرتين ولولا ذلك ما انتفع بها أحد ونحوه للحاكم وابن ماجه عن أنس وزادا فإنها لتدعو الله أن لا يعيدها فيها وفي " الجامع لابن عيينة " عن ابن عباس رضي الله عنه هذه النار ضربت بماء البحر سبع مرات ولولا ذلك ما انتفع بها أحد




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية