الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4654 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17126معن قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر رضي الله عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=654557أن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=29054_30296_30339nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه
قوله : ( nindex.php?page=treesubj&link=29052سورة إذا الشمس كورت - بسم الله الرحمن الرحيم ) سقطت البسملة لغير أبي ذر ، ويقال لها أيضا سورة التكوير .
[ ص: 563 ] قوله : ( nindex.php?page=treesubj&link=29052سجرت : يذهب ماؤها فلا يبقى قطرة ) تقدم في تفسير سورة الطور ، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بهذا .
قوله : ( وقال مجاهد : المسجور : المملوء ) تقدم في تفسير سورة الطور أيضا .
قوله : ( كشطت أي : غيرت ، وقرأ عبد الله قشطت ، مثل الكافور والقافور ، والقسط والكسط ) ثبت هذا للنسفي وحده وذكره غيره في الطب ، وهو قول الفراء ، قال في قوله تعالى nindex.php?page=treesubj&link=29052وإذا السماء كشطت يعني نزعت وطويت ، وفي قراءة nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله - يعني ابن مسعود - قشطت بالقاف ، والمعنى واحد ، والعرب تقول القافور والكافور والقسط والكسط ، إذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا في اللغة كما يقال حدث وحدت والأتاني والأثاني .
قوله : ( والخنس : تخنس في مجراها ترجع ، وتكنس : تستتر في بيوتها كما تكنس الظباء ) قال الفراء في قوله nindex.php?page=treesubj&link=29052فلا أقسم بالخنس : وهي النجوم الخمسة تخنس في مجراها ترجع ، وتكنس تستتر في بيوتها كما تكنس الظباء في المغاير وهي الكناس ، قال : والمراد بالنجوم الخمسة بهرام وزحل وعطارد والزهرة والمشتري ، وأسند هذا الكلام ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي ميسرة عن nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل قال : قال لي ابن مسعود ما الخنس ؟ قال : قلت : أظنه بقر الوحش . قال : وأنا أظن ذلك . وعن معمر عن الحسن قال : هي النجوم تخنس بالنهار ، والكنس تسترهن إذا غبن . قال : وقال بعضهم : الكنس الظباء . وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور بإسناد حسن عن علي قال : هن الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى . ومن طريق مغيرة قال : سئل مجاهد عن هذه الآية فقال : لا أدري . فقال إبراهيم : لم لا تدري ؟ قال : سمعنا أنها بقر الوحش ، وهؤلاء يروون عن علي أنها النجوم . قال : إنهم يكذبون على علي . وهذا كما يقولون إن عليا قال : لو أن رجلا وقع من فوق بيت على رجل فمات الأعلى ضمن الأسفل .
قوله : ( nindex.php?page=treesubj&link=29052تنفس : ارتفع النهار ) هو قول الفراء أيضا .
قوله : ( والظنين : المتهم والضنين : يضن به ) هو قول أبي عبيدة ، وأشار إلى القراءتين ، فمن قرأها بالظاء المشالة فمعناها ليس بمتهم ، ومن قرأها بالساقطة فمعناها البخيل . وروى الفراء عن قيس بن الربيع عن عاصم عن ورقاء قال : أنتم تقرءون nindex.php?page=treesubj&link=29052بضنين : ببخيل ، ونحن نقرأ بظنين : بمتهم . وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي قال : الظنين : المتهم ، والضنين : البخيل . وروى ابن أبي حاتم بسند صحيح : كان ابن عباس يقرأ بضنين ، قال : والضنين والظنين سواء ، يقول ما هو بكاذب ، والظنين المتهم والضنين البخيل .
قوله : ( وقال عمر : النفوس زوجت : يزوج نظيره من أهل الجنة والنار . ثم قرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=22احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) وصله عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وأبو نعيم في " الحلية " وابن مردويه من طريق الثوري وإسرائيل nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة وشريك كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب سمعت النعمان بن بشير سمعت عمر يقول في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=7وإذا النفوس زوجت : [ ص: 564 ] هو الرجل يزوج نظيره من أهل الجنة ، والرجل يزوج نظيره من أهل النار . ثم قرأ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=22احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وهذا إسناد متصل صحيح ، ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : nindex.php?page=hadith&LINKID=890885هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنة والنار : الفاجر مع الفاجر والصالح مع الصالح . وقد رواه الوليد بن أبي ثور عن nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقصر به فلم يذكر فيه عمر ، جعله من مسند النعمان ، أخرجه ابن مردويه ، وأخرجه أيضا ، من وجه آخر عن الثوري كذلك ، والأول هو المحفوظ . وأخرج الفراء من طريق عكرمة قال : يقرن الرجل بقرينه الصالح في الدنيا ، ويقرن الرجل الذي كان يعمل السوء في الدنيا بقرينه الذي كان يعينه في النار .
82 - سورة ( nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1إذا السماء انفطرت بسم الله الرحمن الرحيم وقال الربيع بن خثيم : فجرت : فاضت . وقرأ الأعمش وعاصم فعدلك بالتخفيف ، وقرأه أهل الحجاز بالتشديد ، وأراد معتدل الخلق . ومن خفف يعني في أي صورة شاء : إما حسن وإما قبيح ، أو طويل أو قصير .
قوله : ( nindex.php?page=treesubj&link=29053سورة إذا السماء انفطرت - بسم الله الرحمن الرحيم ) ويقال لها أيضا سورة الانفطار .
قوله : ( انفطارها انشقاقها ) ثبت هذا للنسفي وحده وهو قول الفراء .
قوله : ( ويذكر عن ابن عباس بعثرت يخرج من فيها من الموتى ) ثبت هذا أيضا للنسفي وحده ، وهو قول الفراء أيضا ، وقد أخرج ابن أبي حاتم أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : بعثرت أي بحثت .
قوله : ( وقال غيره : nindex.php?page=treesubj&link=29053انتثرت . بعثرت حوضي : جعلت أسفله أعلاه ) ثبت هذا للنسفي أيضا وحده وتقدم في الجنائز .
قوله : ( وقال الربيع بن خثيم : nindex.php?page=treesubj&link=29053فجرت : فاضت ) قال عبد بن حميد حدثنا مؤمل وأبو نعيم قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان هو ابن سعيد الثوري عن أبيه عن أبي يعلى هو منذر الثوري عن الربيع بن خثيم به ، قال عبد الرزاق : أنبأنا الثوري مثله وأتم منه ، والمنقول عن الربيع " فجرت " بتخفيف الجيم وهو اللائق بتفسيره المذكور .
قوله : ( وقرأ الأعمش وعاصم nindex.php?page=treesubj&link=29053_28917_28935_28938فعدلك بالتخفيف ، وقرأه أهل الحجاز بالتشديد ) قلت : قرأ أيضا بالتخفيف حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وسائر الكوفيين ، وقرأ أيضا بالتثقيل من عداهم من قرأة الأمصار .
قوله : ( وأراد معتدل الخلق ، ومن خفف يعني في أي صورة شاء : إما حسن وإما قبيح أو طويل أو قصير ) هو قول الفراء بلفظه إلى قوله بالتشديد ، ثم قال : فمن قرأ بالتخفيف فهو والله أعلم يصرفك في أي صورة شاء إما حسن إلخ ، ومن شدد فإنه أراد والله أعلم جعلك معتدلا معتدل الخلق . قال : وهو أجود القراءتين [ ص: 565 ] في العربية وأحبهما إلي . وحاصل القراءتين أن التي بالتثقيل من التعديل ، والمراد التناسب ، وبالتخفيف من العدل وهو الصرف إلى أي صفة أراد .
( تنبيه ) : لم يورد فيها حديثا مرفوعا ، ويدخل فيها حديث ابن عمر المنبه عليه في التي قبلها .
83 - سورة ( ويل للمطففين بسم الله الرحمن الرحيم وقال مجاهد : ران ثبت الخطايا . ثوب : جوزي . الرحيق : الخمر . nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=26ختامه مسك : طينه . ( التسنيم : يعلو شراب أهل الجنة . وقال غيره : المطفف لا يوفي غيره يوم يقوم الناس لرب العالمين .
قوله : ( nindex.php?page=treesubj&link=29054سورة ويل للمطففين - بسم الله الرحمن الرحيم ) سقطت البسملة لغير أبي ذر . أخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بإسناد صحيح من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس . قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=890886لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1ويل للمطففين فأحسنوا الكيل بعد ذلك .
قوله : ( وقال مجاهد : بل ران : ثبت الخطايا ) وصله الفريابي ، وروينا في " فوائد الديباجي " من طريق عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14بل ران على قلوبهم قال : ثبتت على قلوبهم الخطايا حتى غمرتها انتهى . والران والرين : الغشاوة ، وهو كالصدى على الشيء الصقيل . وروى nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=890887إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه ، فإن هو نزع واستغفر صقلت ، فإن هو عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه ، فهو الران الذي ذكر الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14كلا بل ران على قلوبهم . وروينا في المحامليات " من طريق الأعمش عن مجاهد قال : كانوا يرون الرين هو الطبع .
( تنبيه ) : قول مجاهد هذا " ثبت " بفتح المثلثة والموحدة بعدها مثناة ، ويجوز تسكين ثانيه .
قوله : ( ثوب : جوزي ) هو قول أبي عبيدة ، ووصله الفريابي عن مجاهد أيضا .
قوله : ( الرحيق : الخمر ، ختامه مسك : طينه . التسنيم : يعلو شراب أهل الجنة ) ثبت هذا للنسفي وحده ، وتقدم في بدء الخلق .
قوله : ( وقال غيره المطفف لا يوفي غيره ) هو قول أبي عبيدة .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17126معن ) هو ابن عيسى .
قوله : ( حدثني مالك ) هذا الحديث من غرائب حديث مالك ، وليس هو في " الموطأ " ، وقد تابع nindex.php?page=showalam&ids=17126معن بن عيسى عليه nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وأبو نعيم ، nindex.php?page=showalam&ids=15500والوليد بن مسلم وإسحاق القروي وسعيد بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=16442وعبد العزيز بن يحيى أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " الغرائب " كلهم عن مالك .
[ ص: 566 ] قوله : nindex.php?page=treesubj&link=29054يوم يقوم الناس لرب العالمين زاد في رواية ابن وهب " nindex.php?page=treesubj&link=28766يوم القيامة " .
قوله : ( في رشحه ) بفتحتين أي عرقه لأنه يخرج من البدن شيئا بعد شيء كما يرشح الإناء المتحلل الأجزاء . ووقع في رواية سعيد بن داود " nindex.php?page=hadith&LINKID=890888حتى إن العرق يلجم أحدهم إلى أنصاف أذنيه " .
قوله : ( إلى أنصاف أذنيه ) هو من إضافة الجميع إلى الجميع حقيقة ومعنى ، لأن لكل واحد أذنين . وقد روى مسلم من حديث المقداد بن الأسود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=890889nindex.php?page=treesubj&link=30297تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق : فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما .