الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4233 حدثني محمود أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال دخل عليه الأشعث وهو يطعم فقال اليوم عاشوراء فقال كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك فادن فكل

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني محمود ) وابن غيلان وثبت كذلك في رواية كذا قال أبو علي الجياني ، وقد وقع في نسخة الأصيلي عن أبي أحمد الجرجاني " حدثنا محمد " بدل " محمود " وقد ذكر الكلاباذي أن البخاري روى عن محمود بن غيلان وعن محمد وهو ابن يحيى الذهلي عن عبيد الله بن موسى ، قال أبو علي الجياني : لكن هنا الاعتماد على ما قال الجماعة عن محمود بن غيلان المروزي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عبد الله ) هو ابن مسعود .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال : دخل عليه الأشعث وهو يطعم ) أي يأكل وفي رواية مسلم من وجه آخر عن إسرائيل بسنده المذكور إلى علقمة قال " دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل " وهو ظاهر في أن علقمة حضر القصة ، ويحتمل أن يكون لم يحضرها وحملها عن ابن مسعود كما دل عليه سياق رواية الباب . ولمسلم أيضا من طريق عبد الرحمن بن يزيد قال " دخل الأشعث بن قيس على عبد الله وهو يتغذى " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال : اليوم عاشوراء ) كذا وقع مختصرا ، وتمامه في رواية مسلم بلفظ " فقال - أي الأشعث - : يا أبا عبد الرحمن " وهي كنية ابن مسعود وأوضح في ذلك رواية عبد الرحمن بن يزيد المذكورة " فقال - أي ابن مسعود - يا أبا محمد " وهي كنية الأشعث " ادن إلى الغداء فقال : أوليس اليوم يوم عاشوراء " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كان يصام قبل أن ينزل رمضان ) في رواية عبد الرحمن بن يزيد إنما هو يوم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فلما نزل رمضان ترك ) زاد مسلم في روايته فإن كنت مفطرا فاطعم ، للنسائي من طريق عبد الرحمن بن يزيد عند عبد الله كنا نصوم عاشوراء ، فلما نزل رمضان لم نؤمر به ولم ننه عنه ، وكنا نفعله " ولمسلم من حديث جابر بن سمرة نحو هذه الرواية واستدل بهذا الحديث على أن صيام عاشوراء كان مفترضا قبل أن ينزل فرض رمضان ثم نسخ ، وقد تقدم القول فيه مبسوطا في أواخر كتاب الصيام ، وإيراد هذا الحديث في هذه الترجمة [ ص: 28 ] يشعر بأن المصنف كان يميل إلى ترجيح القول الثاني ، ووجهه أن رمضان لو كان مشروعا قبلنا لصامه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يصم عاشوراء أولا ، والظاهر أن صيامه عاشوراء ما كان إلا عن توقيف ولا يضرنا في هذه المسألة اختلافهم هل كان صومه فرضا أو نفلا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية