الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1665 حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال سمعت سعيد بن المسيب يقول قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبد المملوك المصلح أجران والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك قال وبلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها قال أبو الطاهر في حديثه للعبد المصلح ولم يذكر المملوك وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا أبو صفوان الأموي أخبرني يونس عن ابن شهاب بهذا الإسناد ولم يذكر بلغنا وما بعده

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                وأما قول أبي هريرة في هذا الحديث : ( لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك ) ففيه : أن المملوك لا جهاد عليه ولا حج ، لأنه غير مستطيع ، وأراد ببر أمه القيام بمصلحتها في النفقة والمؤن والخدمة ، ونحو ذلك ، مما لا يمكن فعله من الرقيق .

                                                                                                                قوله : ( وبلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها ) المراد به حج التطوع ، لأنه قد كان حج حجة الإسلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقدم بر الأم على حج التطوع ; لأن برها فرض فقدم على التطوع ، ومذهبنا ومذهب مالك أن للأب والأم منع الولد من حجة التطوع دون حجة الفرض .




                                                                                                                الخدمات العلمية