الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2496 حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ولكني سمعته أكثر من ذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال ما يبكيك أأكرهتك قالت لا ولكنه عمل ما عملته قط وما حملني عليه إلا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا وما فعلته اذهبي فهي لك وقال لا والله لا أعصي الله بعدها أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه إن الله قد غفر للكفل قال أبو عيسى هذا حديث حسن قد رواه شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا ورفعوه وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش فأخطأ فيه وقال عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر وهو غير محفوظ وعبد الله بن عبد الله الرازي هو كوفي وكانت جدته سرية لعلي بن أبي طالب وروى عن عبد الله بن عبد الله الرازي عبيدة الضبي والحجاج بن أرطاة وغير واحد من كبار أهل العلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عبد الله بن عبد الله ) الرازي من بني هاشم القاضي أصله كوفي صدوق من الرابعة ( عن سعد مولى طلحة ) قال في التقريب : سعد أو سعيد مولى طلحة ، ويقال طلحة مولى سعد مجهول من الرابعة .

                                                                                                          [ ص: 168 ] قوله : ( لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ) جزاؤه محذوف أي لم أحدث ذلك الحديث أحدا ولم أذكره ( كان الكفل ) بكسر الكاف وسكون الفاء اسم رجل ( لا يتورع من ذنب ) أي لا يحترز ولا يمتنع ( عمله ) الضمير المرفوع للكفل والمنصوب لذنب ، والجملة صفة له ( أرعدت ) بصيغة المجهول من الإرعاد ، أي زلزلت واضطربت من خشية الله ( أكرهتك ) حذف همزة الاستفهام ( قالت لا ) أي لم تكرهني وليس ارتعادي وبكائي من إكراهك ( فقال أتفعلين أنت هذا ) أي لأجل الحاجة ( وما فعلته ) أي قبل هذا قط ( فهي ) أي الدنانير ( لك ) أي ملك لك ، يعني وهبتها لك ( وقال ) أي الكفل ( فأصبح ) أي دخل الكفل في الصبح ( مكتوب ) ذا في النسخ الموجودة بالرفع ، والظاهر أن يكون بالنصب . فإنه خبر أصبح أو حال من ضميره .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه ابن حبان في صحيحه إلا أنه قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من عشرين مرة يقول فذكر نحوه ، والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرها .

                                                                                                          وقال الحاكم صحيح الإسناد كذا في الترغيب .

                                                                                                          قوله : ( وكانت جدته سرية لعلي بن أبي طالب ) قال في القاموس : السرية بالضم : [ ص: 169 ] الأمة التي بوأتها بيتا منسوب إلى السر بالكسر للجماع من تغيير النسب . وقال في الصراح : سرية بالضم على فعلية " كنيزك فراشي " وهي منسوبة إلى السر وهو الجماع ، وإنما ضمت سينه لأن الأبنية تغيرت في النسبة كدهري وسهلي بالضم فيهما من دهر وسهل . قال الأخفش : إنها مشتقة من السرور لأنه يسر بها جمعها سراري ، ويقال منه تسررت الجارية وتسريتها كما تظننت وتظنيت ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية