الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3069 حدثنا محمد بن موسى البصري الحرشي حدثنا زياد بن عبد الله البكائي حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال أتى أناس النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله فأنزل الله فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين إلى قوله وإن أطعتموهم إنكم لمشركون قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( الحرشي ) بفتح المهملة والراء ثم شين معجمة ( البكائي ) بفتح الموحدة وتشديد الكاف .

                                                                                                          قوله : ( أتى أناس ) وفي رواية أبي داود قال : جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله إلخ ، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد ذكر رواية أبي داود هذا ما لفظه : وهذا فيه نظر من وجوه ثلاثة : أحدها أن اليهود لا يرون إباحة الميتة حتى يجادلوا . الثاني أن الآية من الأنعام وهي مكية . الثالث أن هذا الحديث رواهالترمذي بلفظ : أتى ناس النبي صلى الله عليه وسلم . وقال : حسن غريب ، ثم ذكر رواية الطبراني عن ابن عباس قال : لما نزلت [ ص: 354 ] ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه أرسلت فارس إلى قريش أن خاصموا محمدا وقولوا له لم ما تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال وما ذبح الله عز وجل بشمشير من ذهب -يعني الميتة- فهو حرام؟ فنزلت هذه الآية وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون أي وإن الشياطين من فارس ليوحون إلى أوليائهم من قريش .

                                                                                                          قال وروى ابن جرير من طرق متعددة عن ابن عباس وليس فيه ذكر اليهود فهذا هو المحفوظ لأن الآية مكية واليهود لا يحلون الميتة . انتهى ( أنأكل ما نقتل ) أي نذبح ( ولا نأكل ما يقتل الله ) يعنون الميتة فكلوا مما ذكر اسم الله عليه أي ما ذبح على اسمه لا ما ذبح على اسم غيره أو مات حتف أنفه . قال الخازن : هذا جواب لقول المشركين حيث قالوا للمسلمين أتأكلون مما قتلتم ولا تأكلون مما قتل ربكم . فقال الله تعالى للمسلمين فكلوا أنتم مما ذكر اسم الله عليه من الذبائح . وعند ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : يوحي الشيطان إلى أوليائه من المشركين أن يقولوا : تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله . فقال : إن الذي قتلتم يذكر اسم الله عليه وإن الذي مات لم يذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين فإن الإيمان بها يقتضي استباحة ما أحل الله واجتناب ما حرمه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود ، قال المنذري بعد ذكر تحسين الترمذي : عطاء بن السائب ، اختلفوا في الاحتجاج بحديثه وأخرج له البخاري مقرونا بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية وفي إسناده عمران بن عيينة أخو سفيان بن عيينة ، قال أبو حاتم الرازي : لا يحتج بحديثه فإنه يأتي بالمناكير .

                                                                                                          قوله : ( وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا ) رواه أبو داود وابن ماجه وابن أبي حاتم وغيرهم وصحح الحافظ ابن كثير إسناده ( ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرسلا ) رواه ابن أبي حاتم .




                                                                                                          الخدمات العلمية