الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3800 حدثنا أبو مصعب المدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية قال أبو عيسى وفي الباب عن أم سلمة وعبد الله بن عمرو وأبي اليسر وحذيفة قال وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : " أبشر " بصيغة الأمر من الإبشار أي : سر واستبشر " تقتلك الفئة الباغية " المراد بالفئة أصحاب معاوية ، والفئة الجماعة ، والباغية هم الذين خالفوا الإمام وخرجوا عن طاعته بتأويل باطل ، وأصل البغي مجاوزة الحد ، وفي حديث أبي سعيد عند البخاري في قصة بناء المسجد النبوي : كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل ينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، قال الحافظ في الفتح فإن قيل : كان قتله بصفين ، وهو مع علي والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة فكيف يجوز عليهم الدعاء إلى النار ، فالجواب : أنهم كانوا ظانين أنهم يدعون إلى الجنة وهم مجتهدون لا لوم عليهم في اتباع ظنونهم ، فالمراد بالدعاء إلى الجنة الدعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام ، وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة علي وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك ، وكانوا هم يدعون إلى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل الذي ظهر لهم . انتهى . قوله : ( وفي الباب عن أم سلمة إلخ ) قال الحافظ روى حديث : تقتل عمارا الفئة الباغية جماعة من الصحابة منهم قتادة بن النعمان وأم سلمة عند مسلم ، وأبو هريرة عند الترمذي ، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو [ ص: 205 ] رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره ، وغالب طرقها صحيحة ، أو حسنة وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية