أبو العباس الدغولي : حدثنا محمد بن مشكان ، حدثنا عبد الرزاق ، قال : قال ابن المبارك : كنت أقعد إلى ، فيحدث ، فأقول : ما بقي من علمه شيء إلا وقد سمعته ، ثم أقعد عنده مجلسا آخر ، فيحدث ، فأقول : ما سمعت من علمه شيئا . سفيان الثوري
الفلاس : سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى بن سعيد القطان في [ ص: 249 ] حديث : يا أبا سعيد ! قد خالفك أربعة . قلت : من ؟ قال : زائدة ، وشريك ، وأبو الأحوص ، وإسرائيل . فقال يحيى : لو كان أربعة آلاف ، مثل هؤلاء ، كان سفيان أثبت منهم .
عبد الرزاق : سمعت الأوزاعي يقول : لو قيل : اختر لهذه الأمة رجلا ، يقوم فيها بكتاب الله وسنة نبيه ، لاخترت لهم . سفيان الثوري
أبو همام : حدثنا المبارك بن سعيد ، قال : رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى يستفتيه ، ويقول : يا سفيان الثوري سفيان ! أتيتنا صغيرا ، وأتيناك كبيرا .
عباس : عن ابن معين ، قال : ليس أحد في حديث الثوري يشبه هؤلاء : ابن المبارك ، ويحيى بن سعيد ، ، ووكيع وعبد الرحمن ، ثم قال : والأشجعي ثقة مأمون . قال : وبعد هؤلاء في سفيان : ، يحيى بن آدم ، وعبيد الله بن موسى ، وأبو أحمد الزبيري وأبو حذيفة ، وقبيصة ، ومعاوية بن هشام ، . قلت : والفريابي فأبو داود الحفري ؟ قال : أبو داود رجل صالح .
قال الفضل بن محمد الشعراني : سمعت يقول : كان في الناس رؤساء ، كان يحيى بن أكثم رأسا في الحديث ، سفيان الثوري رأسا في القياس ، وأبو حنيفة رأسا في القراء ، فلم يبق اليوم رأس في فن من الفنون . والكسائي
قلت : كان بعد طبقة هؤلاء رءوس ، فكان عبد الرحمن بن مهدي رأسا في الحديث ، وأبو عبيدة معمر رأسا في اللغة ، رأسا في الفقه ، والشافعي ويحيى اليزيدي رأسا في القراءات ، ومعروف الكرخي رأسا في الزهد .
ثم كان بعدهم ابن المديني رأسا في الحديث وعلله ، رأسا في الفقه والسنة ، وأحمد بن حنبل وأبو عمر الدوري رأسا في القراءات ، رأسا في اللغة ، وابن الأعرابي والسري السقطي رأسا في الزهد . [ ص: 250 ] ويمكن أن نذكر في كل طبقة بعد ذلك أئمة على هذا النمط ، إلى زماننا ، فرأس المحدثين اليوم أبو الحجاج القضاعي المزي ورأس الفقهاء القاضي شرف الدين البارزي ، ورأس المقرئين جماعة ، ورأس العربية أبو حيان الأندلسي ، ورأس العباد الشيخ علي الواسطي ، ففي الناس بقايا خير ، ولله الحمد .
عن ابن مهدي قال : نزل عندنا سفيان وقد كنا ننام أكثر الليل ، فلما نزل عندنا ، ما كنا ننام إلا أقله ، ولما مرض بالبطن ، كنت أخدمه وأدع الجماعة ، فسألته ، فقال : خدمة مسلم ساعة أفضل من صلاة الجماعة ، فقلت : ممن سمعت هذا ؟ قال : حدثني عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه قال : لأن أخدم رجلا من المسلمين على علة يوما واحدا ، أحب إلي من صلاة الجماعة ستين عاما ، لم يفتني فيها التكبيرة الأولى .
قال : فضج سفيان لما طالت علته ، فقال : يا موت ، يا موت ، ثم قال : لا أتمناه ، ولا أدعو به . فلما احتضر ، بكى وجزع ، فقلت له : يا أبا عبد الله ! ما هذا البكاء ؟ ! قال : يا عبد الرحمن ، لشدة ما نزل بي من الموت ، الموت - والله - شديد . فمسسته ، فإذا هو يقول : روح المؤمن تخرج رشحا ، فأنا أرجو . ثم قال : الله أرحم من الوالدة الشفيقة الرفيقة ، إنه جواد كريم ، وكيف لي أن أحب لقاءه ، وأنا أكره الموت . فبكيت حتى كدت أن أختنق ، أخفي بكائي عنه ، وجعل يقول : أوه . . . ، أوه من الموت .
قال عبد الرحمن : فما سمعته يقول : أوه ، ولا يئن ، إلا عند ذهاب عقله ، ثم قال : مرحبا برسول ربي ، ثم أغمي عليه ، ثم أسكت حتى أحدث ، ثم أغمي عليه ، فظننت أنه قد قضى ، ثم أفاق ، فقال : يا عبد الرحمن ! اذهب [ ص: 251 ] إلى حماد بن سلمة ، فادعه لي ، فإني أحب أن يحضرني . وقال : لقني قول : لا إله إلا الله . فجعلت ألقنه .
قال : وجاء حماد مسرعا حافيا ، ما عليه إلا إزار ، فدخل وقد أغمي عليه فقبل بين عينيه ، وقال : بارك الله فيك يا أبا عبد الله . ففتح عينيه ، ثم قال : أي أخي ، مرحبا . ثم قال : يا حماد ! خذ حذرك ، واحذر هذا المصرع . وذكر فصلا طويلا ، ضعف بصري أنا عن قراءته .
رواه ، عن الحاكم أبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي ، من أصل كتابه ، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني ، حدثنا محمد بن حسان السمتي ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي . . . فذكره . وهذا إسناد مظلم .
ومن جملة ذلك : أن السلطان دخل على سفيان ، وقبل بين عينيه ، ثم قال : دعوني أكفنه . فقلنا له : إنه أوصى أن يكفن في ثيابه التي كانت عليه ، فكفنه السلطان بعد ذلك بكفن بستين دينارا ، وقيل : قوم بثمانين دينارا .
محمد بن سهل بن عسكر : حدثنا عبد الرزاق ، قال : بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة ، وقال : إن رأيتم فاصلبوه . فجاء النجارون ، ونصبوا الخشب ، ونودي عليه ، فإذا رأسه في حجر سفيان الثوري الفضيل بن عياض ، ورجلاه في حجر ابن عيينة ، فقيل له : يا أبا عبد الله ! اتق الله ، لا تشمت بنا الأعداء ، فتقدم إلى الأستار ، ثم أخذه ، وقال : برئت منه إن دخلها أبو جعفر . قال : فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكة ، فأخبر بذلك سفيان ، فلم يقل شيئا . هذه كرامة ثابتة ، سمعها من الحاكم أبي بكر محمد بن جعفر المزكي ، سمعت السراج ، عنه . [ ص: 252 ] : سمعت الحاكم محمد بن صالح بن هانئ ، سمعت الفضل الشعراني ، سمعت القواريري ، سمعت يقول : رأيت يحيى القطان في المنام مكتوب بين كتفيه بغير سواد : سفيان الثوري فسيكفيكهم الله .
عباس الدوري : سمعت ، سمعت يحيى بن معين ابن عيينة ، عن ، قال : ما تريد إلى شيء إذا بلغت منه الغاية ، تمنيت أن تنفلت منه كفافا . سفيان الثوري
: سمعت أبو قدامة السرخسي يقول : كان أحمد بن حنبل إذا قيل له : إنه رؤي في المنام ، يقول : أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات . سفيان الثوري
قال أبو بكر بن عياش : كان سفيان ينكر على من يقول : العبادات ليست من الإيمان ، وعلى من يقدم على أبي بكر وعمر أحدا من الصحابة ، إلا أنه كان يقدم عليا على عثمان . رواها ، عن الحاكم أبي بكر بن إسحاق ، أنبأنا الحسن بن علي بن زياد ، حدثنا ، سمع يحيى بن معين أبا بكر .
محمد بن سهل بن عسكر : حدثنا عبد الرزاق : سمعت ، مالكا ، والأوزاعي ، وابن جريج ، والثوري ومعمرا ، يقولون : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص .
، حدثنا الحاكم أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ، حدثنا جعفر [ ص: 253 ] الفريابي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي ، حدثنا أبي : سمعت سفيان يقول : إن قوما يقولون : لا نقول لأبي بكر وعمر إلا خيرا ، ولكن علي أولى بالخلافة منهما . فمن قال ذلك ، فقد خطأ أبا بكر وعمر وعليا ، والمهاجرين والأنصار ، ولا أدري ترتفع مع هذا أعمالهم إلى السماء ؟ . أبو سعيد الأشج : سمعت ابن إدريس يقول : ما رأيت بالكوفة رجلا أتبع للسنة ولا أود أني في مسلاخه من . وعن سفيان الثوري قال : خرج زيد بن الحباب سفيان إلى أيوب ، ، فترك التشيع . وابن عون
وقال قلت حفص بن غياث لسفيان : يا أبا عبد الله ! إن الناس قد أكثروا في المهدي ، فما تقول فيه ؟ قال : إن مر على بابك ، فلا تكن فيه في شيء حتى يجتمع الناس عليه .
: عن مؤمل بن إسماعيل سفيان ، قال : تركتني الروافض ، وأنا أبغض أن أذكر فضائل علي .
: سمعت الحاكم أبا الوليد ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا هارون بن زياد المصيصي ، سمعت الفريابي ، سمعت سفيان ورجل يسأله عن من يشتم أبا بكر ؟ فقال : كافر بالله العظيم . قال : نصلي عليه ؟ قال : لا ، ولا كرامة . قال : فزاحمه الناس حتى حالوا بيني وبينه ، فقلت للذي قريبا منه : ما قال ؟ قلنا : هو يقول : لا إله إلا الله ، ما نصنع به ؟ قال : لا تمسوه بأيديكم ، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في قبره . [ ص: 254 ] عباس الدوري : حدثني عبد العزيز بن أبان : سمعت الثوري يقول : من قدم على أبي بكر وعمر أحدا ، فقد أزرى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي رسول الله وهو عنهم راض .