إبراهيم بن طهمان ( ع ) 
ابن شعبة الإمام ، عالم خراسان  أبو سعيد الهروي ، نزيل نيسابور  ، ثم  [ ص: 379 ] حرم الله -تعالى . 
ولد في آخر زمن الصحابة الصغار ، وارتحل في طلب العلم ، فحمل عن آدم بن علي  ، وثابت البناني  ،  وعبد العزيز بن رفيع  ،  وسماك بن حرب  ، وأبي حصين  ، ومحمد بن زياد الجمحي  ، صاحب  أبي هريرة  ،  ومنصور بن المعتمر  ، وأبي جمرة الضبعي  ،  وأبي إسحاق السبيعي  ،  وأبي الزبير  ،  وعاصم بن بهدلة  ، وعاصم بن سليمان  ، وحسين المعلم  ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني  ،  وعبد العزيز بن صهيب  ،  ومطر الوراق  ، ويحيى بن سعيد  ، وخلق سواهم . وعنه : صفوان بن سليم  شيخه ،  وأبو حنيفة  ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير  ،  وابن المبارك  ، وحفص بن عبد الله السلمي  ،  وأبو عامر العقدي  ، وعمر بن عبد الله بن رزين  ،  وعبد الرحمن بن مهدي  ، ومحمد بن سابق  ، ومعن القزاز  ، ويحيى بن أبي بكير  ، ويحيى بن الضريس  ،  وأبو حذيفة النهدي  ، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي  ، ومحمد بن سنان العوقي  ، وأمم سواهم . 
وثقه ابن المبارك  ، وأحمد  ، وأبو حاتم  ، وغيرهم . 
وقال عبد الله بن أحمد  عن  يحيى بن معين   : لا بأس به . 
وقال أبو حاتم  أيضا : حسن الحديث ، صدوق . 
وقال عثمان بن سعيد   : لم يزل الأئمة يشتهون حديثه ، ويرغبون فيه ، ويوثقونه .  [ ص: 380 ] 
وقال أبو داود   : ثقة من أهل سرخس  ، خرج يريد الحج ، فقدم نيسابور  ، فوجدهم على قول جهم  فقال : الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج ، فأقام فنقلهم من قول جهم  إلى الإرجاء . 
وقال صالح بن محمد جزرة   : ثقة ، حسن الحديث ، يميل شيئا إلى الإرجاء في الإيمان ، حبب الله حديثه إلى الناس ، جيد الرواية . 
قال إسحاق ابن راهويه   : كان صحيح الحديث ، كثير السماع ، ما كان بخراسان  أكثر حديثا منه ، وهو ثقة . 
وقال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي   : سمعت سفيان بن عيينة  يقول : ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد   . قلت له : فإبراهيم بن طهمان  ؟ قال : كان ذاك مرجئا . ثم قال أبو الصلت   : لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث : أن الإيمان قول بلا عمل ، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان ، بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران ، ردا على الخوارج  وغيرهم ، الذين يكفرون الناس بالذنوب . وسمعت  وكيعا  يقول : سمعت الثوري  يقول في آخر أمره : نحن نرجو لجميع أهل الكبائر الذين يدينون ديننا ، ويصلون صلاتنا ، وإن عملوا أي عمل . قال : وكان شديدا على الجهمية   . 
قال  يحيى بن أكثم   : كان إبراهيم  من أنبل الناس بخراسان  والعراق  والحجاز  ، وأوثقهم وأوسعهم علما .  [ ص: 381 ] 
قال حفص بن عبد الله   : سمعت  إبراهيم بن طهمان  يقول : والله الذي لا إله إلا هو ، لقد رأى محمد  ربه . 
وقال حماد بن قيراط   : سمعت  إبراهيم بن طهمان  يقول : الجهمية  والقدرية  كفار . 
وقال أبو حاتم   : شيخان بخراسان  مرجئان : أبو حمزة السكري  ،  وإبراهيم بن طهمان  ، وهما ثقتان . 
وقال أبو زرعة   : كنت عند  أحمد بن حنبل  ، فذكر  إبراهيم بن طهمان  ، وكان متكئا من علة ، فجلس ، وقال : لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ . وقال أحمد   : كان مرجئا شديدا على الجهمية   . 
قال غسان  أخو مالك بن سليمان   : كنا نختلف إلى  إبراهيم بن طهمان   [ ص: 382 ] إلى القرية ، فكان لا يرضى منا حتى يطعمنا ، وكان شيخا واسع القلب ، وكانت قريته باشان  من القصبة  على فرسخ . 
أنبأني علي بن البخاري  ، أنبأنا أبو اليمن الكندي  عام ست مائة ، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد  ، أنبأنا أحمد بن علي الحافظ  ، أنبأنا محمد بن عمر بن بكير  ، حدثنا الحسين بن أحمد الصفار  ، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين   : سمعت إسحاق بن محمد بن بورجه  يقول : قال مالك بن سليمان   : كان لإبراهيم بن طهمان  جراية من بيت المال فاخرة ، يأخذ في كل وقت ، وكان يسخو به . فسئل مرة في مجلس الخليفة ، فقال لا أدري . قالوا له : تأخذ في كل شهر كذا وكذا ، ولا تحسن مسألة ؟ فقال : إنما آخذ على ما أحسن ، ولو أخذت على ما لا أحسن ، لفني بيت المال علي ، ولا يفنى ما لا أحسن . فأعجب أمير المؤمنين جوابه ، وأمر له بجائزة فاخرة ، وزاد في جرايته . قلت : شذ الحافظ  محمد بن عبد الله بن عمار  ، فقال :  إبراهيم بن طهمان  ضعيف مضطرب الحديث . وقال  الدارقطني  وغيره : ثقة ، إنما تكلموا فيه للإرجاء . وقال الجوزجاني   : فاضل يرمى بالإرجاء . وكذلك أشار السليماني  ،  [ ص: 383 ] إلى تليينه وقال : أنكروا عليه حديثه عن  أبي الزبير  عن جابر  ، " في رفع اليدين " وحديثه عن شعبة  ، عن قتادة ،  في " سدرة المنتهى " . وقال  أحمد بن حنبل   : هو صحيح الحديث مقارب . قلت : له ما ينفرد به ، ولا ينحط حديثه عن درجة الحسن . 
أخبرنا جماعة في كتابهم : أنبأنا عمر بن محمد  ، أنبأنا ابن عبد الباقي  ، وأحمد بن محمد بن ملوك  ، قالا : أنبأنا  القاضي أبو الطيب الطبري  ، أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد  ، بجرجان  ، حدثنا أبو خليفة الجمحي  ، حدثنا عبد الرحمن بن سلام  ، حدثنا  إبراهيم بن طهمان  ، عن  أبي إسحاق الهمداني  ، عن أنس بن مالك  قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من ذكرت عنده فليصل علي ; فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا  [ ص: 384 ] روي عن مالك بن سليمان الهروي   : مات سنة ثلاث وستين ومائة  إبراهيم بن طهمان   . وقيل : سنة ثمان . 
أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن المنادي  ، أنبأنا العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي   -في رجب سنة عشرين وست مائة- أنبأنا محمد بن عبد الباقي  ، وقرأت على ست الأهل بنت علوان  أنبأنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم  ، أخبرتنا فخر النساء شهدة  قالا : أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي  ، أنبأنا علي بن محمد المعدل  ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز  حدثنا أحمد بن إسحاق  ، حدثنا محمد بن سنان العوقي  ، حدثنا  إبراهيم بن طهمان  ، عن بديل بن ميسرة  ، عن عبد الله بن شقيق  ، عن ميسرة الفجر  ، قال : قلت : يا رسول الله : متى كتبت نبيا ؟ قال : وآدم  بين الروح والجسد  . 
هذا حديث صالح السند ، ولم يخرجوه في الكتب الستة وأخبرناه سنقر القضائي  ، أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف  ، أنبأنا عبد الحق اليوسفي  ، أنبأنا علي بن محمد العلاف  ، أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي  ، حدثنا  عبد الباقي بن قانع  ، حدثنا محمد بن يونس بن مبارك الأحول  ، حدثنا محمد بن سنان  بهذا ، لكنه قال : متى كنت ؟ أخبرنا محمد بن أبي عصرون   : أنبأنا أبو روح  إجازة ، أنبأنا تميم  ، أنبأنا  [ ص: 385 ] أبو سعد  ، أنبأنا أبو عمرو الحيري  ، أنبأنا أبو يعلى  ، حدثنا عبد الرحمن بن سلام  ، حدثنا  إبراهيم بن طهمان  ، عن أبي إسحاق  ، عن ناجية بن كعب  ، عن علي  قال : لما مات أبو طالب  أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت : إن عمك الشيخ الضال مات ، قال : اذهب فواره ، ولا تحدث شيئا حتى تأتيني . ففعلت الذي أمرني به ، ثم أتيته ، فقال لي : اغتسل . وعلمني دعوات هي أحب إلي من حمر النعم  . 
				
						
						
