مالك الإمام ( ع )
هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث ، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن [ ص: 49 ] زرعة ، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني ، حليف بني تيم من قريش ، فهم حلفاء عثمان أخي أحد العشرة . طلحة بن عبيد الله
وأمه هي : عالية بنت شريك الأزدية . وأعمامه هم : أبو سهيل نافع وأويس ، والربيع ، والنضر ، أولاد أبي عامر .
وقد روى الزهري عن والده أنس ، وعميه أويس وأبي سهيل . وقال : مولى التيميين ، وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع ، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين . أخذ عن عثمان وطائفة .
مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل . وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم وسالم . فأخذ عن نافع ، ، وسعيد المقبري ، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وابن المنكدر ، والزهري ، وخلق سنذكرهم على المعجم ، وإلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في الموطأ ، كم عدده . وهم : وعبد الله بن دينار ، إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عالم أيوب بن أبي تميمة السختياني البصرة ، أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك ، . إبراهيم بن عقبة ، إسماعيل بن أبي حكيم ، ، إسماعيل بن محمد بن سعد ثور بن زيد الديلي ، ، جعفر بن محمد حميد الطويل ، حميد بن قيس الأعرج ، خبيب بن عبد الرحمن ، ، داود بن الحصين داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة ، ربيعة الرأي ، ، زيد بن أسلم زيد بن رباح ، زياد بن سعد [ ص: 50 ] ، زيد بن أبي أنيسة ، سالم أبو النضر سعيد بن أبي سعيد ، ، سمي مولى أبي بكر سلمة بن دينار أبو حازم ، سهيل بن أبي صالح ، سلمة بن صفوان الزرقي ، سعد بن إسحاق ، سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، شريك بن أبي نمر ، صالح بن كيسان ، صفوان بن سليم ، صيفي مولى ابن أفلح ، ضمرة بن سعيد ، طلحة بن عبد الملك ، ، عامر بن عبد الله بن الزبير عبد الله بن الفضل ، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عبد الله بن يزيد مولى الأسود ، ، عبد الله بن دينار أبو الزناد عبد الله بن ذكوان .
عبد الرحمن بن القاسم ، عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة ، عبيد الله بن سليمان الأغر ، عبيد الله بن عبد الرحمن ، عبد الرحمن بن حرملة ، عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عبد المجيد بن سهيل ، ، عبد ربه بن سعيد عبد الكريم الجزري ، ، عطاء الخراساني عمرو بن الحارث ، ، عمرو بن أبي عمرو عمرو بن يحيى بن عمار ، علقمة بن أبي علقمة ، العلاء بن عبد الرحمن ، فضيل بن أبي عبد الله ، قطن بن وهب ، الزهري ، ابن المنكدر ، أبو الزبير ، محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ، محمد بن عمرو بن حلحلة ، محمد بن عمارة ، محمد بن أبي أمامة ، محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة ، محمد بن أبي بكر الثقفي ، محمد بن عمرو بن علقمة ، محمد بن يحيى بن حبان ، محمد بن أبي بكر بن حزم ، أبو الرجال محمد ، ، موسى بن عقبة موسى بن ميسرة ، موسى بن أبي تميم ، مخرمة بن سليمان ، مسلم بن أبي مريم ، المسور بن رفاعة ، نافع ، أبو [ ص: 51 ] سهيل نافع بن مالك ، نعيم المجمر ، ، وهب بن كيسان هاشم بن هاشم الوقاصي ، هلال بن أبي ميمونة ، ، هشام بن عروة يحيى بن سعيد الأنصاري ، يزيد بن خصيفة ، يزيد بن أبي زياد المدني ، ، يزيد بن عبد الله بن الهاد يزيد بن رومان ، ، يزيد بن عبد الله بن قسيط يونس بن يوسف بن حماس ، أبو بكر بن عمر العمري ، أبو بكر بن نافع ، الثقة عنده ، الثقة .
فعنهم كلهم ست مائة وستة وثلاثون حديثا ، وستة أحاديث عمن لم يسم ، واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا .
وممن روى عنه مالك مقاطيع : عبد الكريم بن أبي المخارق ، ومحمد بن عقبة ، وعمر بن حسين ، وكثير بن زيد ، وكثير بن فرقد ، ومحمد بن عبيد الله بن أبي مريم ، وعثمان بن حفص بن خلدة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، ويعقوب بن يزيد بن طلحة ، ويحيى بن محمد بن طحلاء ، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، وعبد الرحمن بن المجبر ، والصلت بن زييد وأبو عبيد حاجب سليمان ، ومحمد بن يوسف ، وعفيف بن عمرو ، ومحمد بن زيد بن قنفذ ، وأبو جعفر القارئ ، وعمر بن محمد بن زيد ، وصدقة بن يسار المكي ، وزياد بن أبي زياد ، وعمارة بن صياد ، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت ، وسعيد بن عمرو بن سليم ، وعروة بن أذينة ، ، وأيوب بن موسى ومحمد بن أبي حرملة ، وأبو بكر بن عثمان ، وجميل بن عبد الرحمن المؤذن ، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله [ ص: 52 ] بن عبد ، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري ، ، وإبراهيم بن أبي عبلة وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ويزيد بن حفص ، وعاصم بن عبيد الله ، وثابت الأحنف ، وعبد الرحمن بن أبي حبيب ، وعمر بن أبي دلاف ، وعبد الملك بن قريز ، والوليد بن عبد الله بن صياد ، وعائشة بنت سعد .
وفي " الموطأ " عدة مراسيل أيضا عن الزهري ، ويحيى الأنصاري . عمل الإمام وهشام بن عروة أطراف جميع ذلك في جزء كبير ، فشفى وبين ، وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربعمائة ، فلنذكر أعيانهم . الدارقطني
حدث عنه من شيوخه : عمه أبو سهيل ، ، ويحيى بن أبي كثير ، والزهري ويحيى بن سعيد ، ويزيد بن الهاد ، ، وزيد بن أبي أنيسة وعمر بن محمد بن زيد ، وغيرهم .
ومن أقرانه : معمر ، ، وابن جريج ، وأبو حنيفة ، وعمرو بن الحارث ، والأوزاعي وشعبة ، ، والثوري ، وجويرية بن أسماء ، والليث ، وخلق ، وحماد بن زيد وإسماعيل بن جعفر ، ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، والدراوردي ، وابن أبي الزناد ، وابن علية ويحيى بن أبي زائدة ، ، وأبو إسحاق الفزاري ومحمد بن الحسن الفقيه ، ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وعبد الرحمن بن مهدي ومعن بن عيسى القزاز ، ، وعبد الله بن وهب وأبو قرة موسى بن طارق ، ، والنعمان بن عبد السلام ، ووكيع ، والوليد بن مسلم ، ويحيى القطان وإسحاق بن سليمان الرازي ، وأنس بن عياض الليثي ، وضمرة بن ربيعة ، وأمية بن خالد ، وبشر بن السري [ ص: 53 ] الأفوه ، ، وبقية بن الوليد وبكر بن الشرود الصنعاني ، وأبو أسامة ، ، وحجاج بن محمد ، وروح بن عبادة ، وأشهب بن عبد العزيز وأبو عبد الله الشافعي ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي ، ، وأبو داود الطيالسي وأبو كامل مظفر بن مدرك ، ، وأبو عاصم النبيل وعبد الرزاق ، ، وأبو عامر العقدي وأبو مسهر الدمشقي ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان ، ومروان بن محمد الطاطري ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ومعلى بن منصور الرازي ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، والهيثم بن جميل الأنطاكي ، ، وهشام بن عبيد الله الرازي وأسد بن موسى ، ، وآدم بن أبي إياس ، ومحمد بن عيسى بن الطباع وخالد بن مخلد القطواني ، ، ويحيى بن صالح الوحاظي وأبو بكر ، وإسماعيل ابنا أبي أويس ، ، وعلي بن الجعد . وخلف بن هشام
ويحيى بن يحيى التميمي ، ويحيى بن يحيى الليثي ، ، وسعيد بن منصور ويحيى بن بكير ، وأبو جعفر النفيلي ، ، وقتيبة بن سعيد ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، وأبو مصعب الزهري وأحمد بن يونس اليربوعي ، ، وسويد بن سعيد ومحمد بن سليمان لوين ، ، وهشام بن عمار وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ، وأحمد بن محمد الأزرقي ، وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني ، وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد ، وإسحاق بن محمد الفروي ، وإسحاق بن الفرات ، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ، ، وبشر بن الوليد الكندي وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، والحكم بن المبارك الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي ، ، وخلف بن هشام البزار وزهير [ ص: 54 ] بن عباد الرؤاسي ، وسعيد بن عفير المصري ، وسعيد بن داود الزبيري ، ، وسعيد بن أبي مريم وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ، وصالح بن عبد الله الترمذي ، وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري ، وعبد الله بن نافع الجمحي ، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني ، ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي وعبد العزيز بن يحيى المدني ، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، وعلي بن عبد الحميد المعني ، وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي ، وعمرو بن خالد الحراني ، وعاصم بن علي الواسطي ، وعباس بن الوليد النرسي ، ، وكامل بن طلحة ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وأبو الأحوص محمد بن حبان البغوي ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومطرف بن عبد الله اليساري ، ومحرز بن سلمة العدني ، ومحرز بن عون ، ، والهيثم بن خارجة ويحيى بن قزعة المدني ، ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني ، ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء .
وآخر أصحابه موتا راوي " الموطأ " أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي ، عاش بعد مالك ثمانين عاما .
وقد حج قديما ، ولحق عطاء بن أبي رباح ، فقال مصعب الزبيري : سمعت ابن أبي الزبير ، يقول : حدثنا مالك ، قال : رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد ، وأخذ برمانة المنبر ، ثم استقبل القبلة . [ ص: 55 ]
قال معن ، ، والواقدي ومحمد بن الضحاك : حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين . وعن الواقدي قال : حملت به سنتين .
وطلب مالك العلم ، وهو ابن بضع عشرة سنة ، وتأهل للفتيا ، وجلس للإفادة ، وله إحدى وعشرون سنة ، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري ، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة وما بعد ذلك ، وازدحموا عليه في خلافة أبي جعفر المنصور الرشيد ، وإلى أن مات .
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب ، قالا : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمد بن مخلد ، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار ، حدثنا ابن عيينة عن ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير أبي صالح ، عن ، يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي هريرة المدينة . وبه إلى ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم ابن مخلد : حدثنا ليث بن الفرج ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير أبي صالح ، عن [ ص: 56 ] ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي هريرة فذكر الحديث . هذا حديث نظيف الإسناد ، غريب المتن . رواه عدة عن يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل . . . سفيان بن عيينة . وفي لفظ : وفي لفظ : من عالم يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم بالمدينة وفي لفظ : أفقه من عالم المدينة .
وقد رواه المحاربي عن موقوفا ، ويروى عن ابن جريج محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن مرفوعا . . ابن جريج
وقد رواه فقال : حدثنا النسائي علي بن أحمد ، حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، عن ، عن أبي الزناد أبي صالح ، عن ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أبي هريرة المدينة قال يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم : هذا خطأ ، الصواب عن النسائي ، عن أبي الزبير أبي صالح .
، عن معن بن عيسى أبي المنذر زهير التميمي ، قال : قال عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي هند ، عن ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي موسى الأشعري يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة .
ويروى عن ابن عيينة قال : كنت أقول : هو ، حتى قلت : كان في زمانه سعيد بن المسيب سليمان بن يسار ، ، وغيرهما ، ثم أصبحت اليوم أقول : إنه وسالم بن عبد الله مالك ، لم يبق له نظير بالمدينة . [ ص: 57 ]
قال القاضي عياض : هذا هو الصحيح عن سفيان . رواه عنه ابن مهدي ، وابن معين وذؤيب بن عمامة ، وابن المديني ، والزبير بن بكار ، كلهم سمع وإسحاق بن أبي إسرائيل سفيان يفسره بمالك ، أو يقول : وأظنه ، أو أحسبه ، أو أراه ، أو كانوا يرونه .
وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه : ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة . فيكون على هذا : ، ثم بعده من هو من شيوخ سعيد بن المسيب مالك ، ثم مالك ، ثم من قام بعده بعلمه ، وكان أعلم أصحابه .
قلت : كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه ، ، زيد بن ثابت ، ثم وعائشة ابن عمر ، ثم ، ثم سعيد بن المسيب الزهري ، ثم عبيد الله بن عمر ، ثم مالك .
وعن ابن عيينة قال : مالك عالم أهل الحجاز ، وهو حجة زمانه . وقال - وصدق وبر - إذا ذكر العلماء الشافعي فمالك النجم . قال الزبير بن بكار في حديث : . . . كان ليضربن الناس أكباد الإبل سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك ، يقول : أراه . فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد ، فقال : أراه مالكا عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد .
قال ، وغير واحد : ليس ابن عبد البر العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك ، وإن كان شريفا سيدا ، عابدا . [ ص: 58 ]
قال أحمد بن أبي خيثمة : حدثنا مصعب ، قال : أخبرنا سفيان : نرى هذا الحديث أنه هو مالك ، وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك .
قلت : قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل ، وكان قوالا بالحق ، أمارا بالعرف ، منعزلا عن الناس ، وكان يحض إذا خلا به على الزهد ، والانقطاع والعزلة ، فرحمهما الله . مالكا