عبد الملك بن صالح
ابن علي بن عبد الله بن عباس ، الأمير أبو عبد الرحمن العباسي .
ولي المدينة ، وغزو الصوائف للرشيد ، ثم ولي الشام والجزيرة للأمين . [ ص: 222 ]
قيل : بلغ الرشيد أن هذا في عزم الوثوب على الخلافة ، فقلق ، ثم حبسه ، ثم لاح له براءته ، فأنعم عليه .
وكان فصيحا بليغا شريف الأخلاق ، مهيبا شجاعا سائسا .
قيل : إن يحيى البرمكي قال له : بلغني أنك حقود . قال : إن كان الحقد بقاء الخير والشر ، إنهما لباقيان في قلبي . فقال الرشيد : ما رأيت أحدا احتج للحقد بأحسن من هذا .
قال الصولي : كان أفصح الناس ، وأخطبهم ، لم يكن في دهره مثله في فصاحته وصيانته وجلالته ، وله شعر .
وقيل : إن عبد الملك أراد أن يغتال ملك الروم بمكيدة ، وكان من دهاة بني هاشم .
قال الزبير بن بكار : كان عبد الملك نسيج وحده ; أدبا ولسانا ، وشي به ، وتتابعت فيه الأخبار ، وكثر حاسدوه ، وبلغ الرشيد عنه أنه على عزم الخروج . ويقال : إنه ما حبسه إلا لما رآه له نظيرا في السؤدد .
مات بالرقة سنة ست وتسعين ومائة وقد مر من سيرته في ترجمة البرمكي .
وهو أخو الأمير أبي العباس الفضل بن صالح ، نائب دمشق ، ثم مصر للمهدي ، وهو الذي عمل أبواب جامع دمشق ، وقبة المال بالجامع ، فكان الأكبر . مات سنة اثنتين وسبعين ومائة عن خمسين سنة . [ ص: 223 ]
ومات أخوهما نائب مصر ، ثم نائب حلب في حدود سنة تسعين ، وهو إسماعيل بن صالح ، وله زرية بحلب ، وكان أديبا شاعرا متفلسفا عوادا ذا كرم وشجاعة .
وأخوهم عبد الله أمير الثغور . . .