السيد الكبير الشهيد أبو حذيفة ابن شيخ الجاهلية عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي العبشمي البدري . [ ص: 165 ]
أحد السابقين واسمه مهشم فيما قيل . أسلم قبل دخولهم دار الأرقم ، وهاجر إلى الحبشة مرتين . وولد له بها ذاك الثائر على محمد بن أبي حذيفة ، ، ولدته له عثمان بن عفان سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وهي المستحاضة . وقد تزوج بها عبد الرحمن بن عوف ، وهي التي أرضعت سالما ، وهو كبير ، لتظهر عليه . وخصا بذاك الحكم عند جمهور العلماء .
وعن أن أبي الزناد أبا حذيفة بن عتبة دعا يوم بدر أباه إلى البراز ، فقالت أخته أم معاوية هند بنت عتبة : [ ص: 166 ]
الأحول الأثعل المذموم طائره أبو حذيفة شر الناس في الدين أما شكرت أبا رباك من صغر
حتى شببت شبابا غير محجون
استشهد أبو حذيفة - رضي الله عنه - يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة هو ومولاه سالم .
وتأخر إسلام أخيه أبي هاشم بن عتبة ، فأسلم يوم الفتح وحسن إسلامه ، وجاهد ، وسكن الشام . وكان صالحا ، دينا ، له رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الترمذي ، ، والنسائي . مات في خلافة وابن ماجه عثمان ، وهو أخو الشهيد لأمه ، وخال الخليفة مصعب بن عمير معاوية .
روى ، عن منصور بن المعتمر أبي وائل ، حدثنا سمرة بن سهم ، قال : أبي هاشم بن عتبة ، وهو طعين ، فدخل عليه معاوية يعوده ، فبكى ، فقال : ما يبكيك يا خال ؟ أوجع أو حرص على الدنيا ؟ قال : كلا لا ، ولكن عهد إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدا لم آخذ به . قال لي : " يا أبا هاشم ! لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام ، وإنما يكفيك من جمع الدنيا خادم ، ومركب في سبيل الله " . وقد وجدت وجمعت . قدمت على
[ ص: 167 ] وفي رواية مرسلة : فيا ليتها بعرا محيلا .
قيل : عاش أبو حذيفة ثلاثا وخمسين سنة .