الكرابيسي
العلامة ، فقيه بغداد أبو علي ، الحسين بن علي بن يزيد . [ ص: 80 ]
البغدادي ، صاحب التصانيف .
سمع إسحاق الأزرق ، ، ومعن بن عيسى ، ويزيد بن هارون ويعقوب بن إبراهيم . وتفقه . روى عنه : بالشافعي عبيد بن محمد البزاز ، ومحمد بن علي فستقة .
وكان من بحور العلم - ذكيا فطنا فصيحا لسنا . تصانيفه في الفروع والأصول تدل على تبحره ، إلا أنه وقع بينه وبين ، فهجر لذلك وهو أول من فتق اللفظ ، ولما بلغ الإمام أحمد ، أنه يتكلم في [ ص: 81 ] يحيى بن معين أحمد قال : ما أحوجه إلى أن يضرب ، وشتمه .
قال حسين في القرآن : لفظي به مخلوق ، فبلغ قوله أحمد فأنكره ، وقال : هذه بدعة ، فأوضح حسين المسألة ، وقال : تلفظك بالقرآن يعني : غير الملفوظ . وقال في أحمد : أي شيء نعمل بهذا الصبي ؟ إن قلنا : مخلوق : قال : بدعة ، وإن قلنا : غير مخلوق . قال : بدعة . فغضب لأحمد أصحابه ، ونالوا من حسين . [ ص: 82 ]
وقال أحمد : إنما بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها ، وتركوا الآثار .
قال : سمعت ابن عدي محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي ، يقول لتلامذته : اعتبروا بالكرابيسي ، وبأبي ثور ، فالحسين في علمه وحفظه لا يعشره أبو ثور ، فتكلم فيه في باب مسألة اللفظ ، فسقط ، وأثنى على أحمد بن حنبل ، فارتفع للزومه للسنة . أبي ثور
مات الكرابيسي سنة ثمان وأربعين وقيل : سنة خمس وأربعين ومائتين .
ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي ، وحرره في مسألة التلفظ ، وأنه مخلوق هو حق ، لكن أباه لئلا يتذرع به إلى القول بخلق القرآن ، فسد الباب ، لأنك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله إلا في ذهنك .
الإمام أحمد