أبو جعفر الترمذي 
هو : الإمام ، العلامة ، شيخ الشافعية  بالعراق  في وقته ، أبو جعفر ،  [ ص: 546 ] محمد بن أحمد بن نصر الترمذي  الشافعي الزاهد . 
ولد سنة إحدى ومائتين . 
وارتحل ، وسمع : يحيى بن بكير  ، ويوسف بن عدي  ، وإسحاق بن إبراهيم الصيني  ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي  ، وعبيد الله القواريري   . 
وتفقه بأصحاب  الشافعي  ، وله وجه في المذهب . 
حدث عنه : أحمد بن كامل  ، وابن قانع  ، وأبو بكر بن خلاد  ، وأبو القاسم الطبراني  ، وعدة . 
قال  الدارقطني   : ثقة مأمون ناسك . 
وذكر إبراهيم بن السري الزجاج   : أنه كان يجرى على أبي جعفر  في الشهر أربعة دراهم ، يتقوت بها . قال : وكان لا يسأل أحدا شيئا . 
وقال محمد بن موسى البربري   : أخبرني أبو جعفر  أنه تقوت بضعة عشر يوما بخمس حبات ، قال : ولم أكن أملك غيرها ، أخذت بها لفتا . 
ونقل الشيخ محيي الدين النووي   : أن أبا جعفر  جزم بطهارة شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . وقد خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب . 
قلت : يتعين على كل مسلم القطع بطهارة ذلك ، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- لما حلق رأسه ، فرق شعره المطهر على أصحابه ، إكراما لهم بذلك  .  [ ص: 547 ] فوالهفي على تقبيل شعرة منها . 
قال والد  أبي حفص بن شاهين   : حضرت أبا جعفر  ، فسئل عن حديث النزول فقال : النزول معقول ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة  . 
قال  أحمد بن كامل القاضي   : لم يكن للشافعية بالعراق  أرأس ، ولا أورع ، ولا أنقل من أبي جعفر الترمذي   . 
قلت : توفي في المحرم ، سنة خمس وتسعين ومائتين وقيل : إنه اختلط بأخرة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					