أبو نصر السجزي 
الإمام العالم الحافظ المجود شيخ السنة ، أبو نصر ; عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد ، الوائلي البكري السجستاني ، شيخ الحرم  ، ومصنف " الإبانة الكبرى " في أن القرآن غير مخلوق ، وهو مجلد كبير دال على سعة علم الرجل بفن الأثر . 
طلب الحديث في حدود الأربعمائة ، وسمع بالحجاز  والشام  والعراق   [ ص: 655 ] وخراسان  من : أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي  ، وأبي أحمد الفرضي  ، والحافظ أبي عبد الله الحاكم  ، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر  ، وأبي عمر بن مهدي الفارسي  ، وعلي بن عبد الرحيم السوسي  ،  وأبي عبد الرحمن السلمي  ، وعبد الصمد بن أبي جرادة الحلبي   ; حدثه عن  أبي سعيد بن الأعرابي  ، وحمزة بن عبد العزيز المهلبي  ، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني  ، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري  ، وأمم سواهم . 
حدث عنه : الحافظ أبو إسحاق الحبال  ، وسهل بن بشر الإسفراييني  ، وأبو معشر الطبري المقرئ  ، وإسماعيل بن الحسن العلوي  ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف  ، وجعفر بن يحيى الحكاك  ، وجعفر بن أحمد السراج  ، وخلق . 
وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية . 
قال محمد بن طاهر   : سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال  عن أبي نصر السجزي  ، وأبي عبد الله الصوري  ، أيهما أحفظ ؟ فقال : كان السجزي  أحفظ من خمسين مثل الصوري   . ثم قال إسحاق   : كنت يوما عند أبي نصر السجزي  ، فدق الباب ، فقمت ففتحت ، فدخلت امرأة ، وأخرجت كيسا فيه ألف دينار ، فوضعته بين يدي الشيخ ، وقالت : أنفقها كما ترى! قال : ما المقصود ؟ قالت : تتزوجني ولا حاجة لي في الزوج ، لكن لأخدمك . فأمرها بأخذ الكيس ، وأن تنصرف ، فلما انصرفت ، قال : خرجت من سجستان  بنية طلب العلم ، ومتى تزوجت ، سقط عني هذا الاسم ، وما أوثر  [ ص: 656 ] على ثواب طلب العلم شيئا . 
قلت : كأنه يريد متى تزوج للذهب ، نقص أجره ، وإلا فلو تزوج في الجملة ، لكان أفضل ، ولما قدح ذلك في طلبه العلم ، بل يكون قد عمل بمقتضى العلم ، لكنه كان غريبا ، فخاف العيلة ، وأن يتفرق عليه حاله عن الطلب . 
قال أبو نصر السجزي  في كتاب " الإبانة " : وأئمتنا كسفيان  ،  ومالك  ، والحمادين ، وابن عيينة  ، والفضيل  ،  وابن المبارك  ،  وأحمد بن حنبل  ، وإسحاق  ، متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش ، وعلمه بكل مكان ، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا ، وأنه يغضب ويرضى ، ويتكلم بما شاء . 
توفي أبو نصر  بمكة  ، في المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة . 
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، الحسيني  بقراءتي عليه بالثغر ، وهو أول حديث سمعته منه ، أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي  ببغداد  وهو أول حديث سمعته منه ، أخبرنا عبد الحق اليوسفي  وهو أول حديث سمعته ( ح ) وأخبرنا عبد الخالق بن علوان  ببعلبك  ، وعبد الحافظ بن بدران  بنابلس  قالا : أخبرنا أبو محمد بن قدامة  ، أخبرنا أحمد بن المقرب  قالا : أخبرنا جعفر بن أحمد السراج  وهو أول حديث سمعناه منه ، أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد  وهو أول حديث سمعته منه ، أخبرنا أبو يعلى المهلبي  وهو أول حديث سمعته منه ، أخبرنا أبو حامد بن بلال  وهو أول حديث سمعته منه ، حدثنا  عبد الرحمن بن بشر  وهو أول حديث سمعته منه ، حدثنا سفيان بن عيينة  وهو أول  [ ص: 657 ] حديث سمعته من سفيان  ، عن  عمرو بن دينار  ، عن أبي قابوس ; مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص  ، عن عبد الله بن عمرو  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض ، يرحمكم من في السماء  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					