المنيعي
الشيخ الجليل ، الحاج الرئيس أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف [ ص: 266 ] الله خالد بن الوليد المخزومي ، الخالدي ، المنيعي ، المروروذي .
سمع أبا طاهر بن محمش ، وأبا القاسم بن حبيب ، وأبا الحسن بن السقا ، وطائفة .
روى عنه : محيي السنة أبو محمد البغوي ، وعبد المنعم بن القشيري ، وعبد الوهاب بن شاه ، وآخرون .
قال عبد الغافر : هو الرئيس أبو علي الحاجي شيخ الإسلام المحمود بالخصال السنية ، عم الآفاق بخيره وبره ، وكان في شبابه تاجرا ، ثم عظم حتى كان من المخاطبين من مجالس السلاطين ، لم يستغنوا عن رأيه ، فرغب إلى الخيرات ، وأناب إلى التقوى ، وبنى المساجد والرباطات وجامع مرو الروذ ، يكسو في الشتاء نحوا من ألف نفس ، وسعى في إبطال الأعشار عن بلده ، ورفع الوظائف عن القرى ، واستدعى صدقة عامة على أهل البلد غنيهم وفقيرهم ، فتدفع إلى كل واحد خمسة دراهم ، وتم ذلك بعده ، وكان ذا تهجد وصيام واجتهاد .
قال السمعاني : كان في شبابه يجمع بين الدهقنة والتجارة ، ويسلك طريق الفتيان حتى ساد ، ولما تسلطن سلجوق ، ظهر أمره ، وبنى الجامع ببلده ، ثم بنى الجامع الجديد بنيسابور .
وقيل : إن امرأة أتته بثوب لينفق ثمنه في بناء الجامع ، يساوي نصف [ ص: 267 ] دينار ، فاشتراه منها بألف دينار ، وسلمت المال إلى الخازن لإنفاقه ، وخبأ الثوب كفنا له .
وقيل : مر السلطان بباب مسجده ، فنزل مراعاة له وسلم عليه . ومناقبه جمة .
مات في ذي القعدة ، سنة ثلاث وستين وأربعمائة .