ابن الإخوة
الشيخ الإمام المحدث الأديب أبو الفضل ، عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الإخوة البغدادي اللؤلئي ، أخو عبد الرحمن ، وقد مر والدهما من أعوام .
سمع بإفادة خاله الإمام أبي الحسن بن الزاغوني من أبي عبد الله بن طلحة النعالي ، وأبي الخطاب بن البطر ، وعدة ، وارتحل ، فسمع من عبد الغفار الشيروي ، وأبي علي الحداد ، وخلق ، واستوطن أصبهان ، وسمع أولاده .
ولد في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة قال السمعاني : شيخ فاضل يعرف الأدب ، له شعر رقيق ، صحيح القراءة والنقل ، قرأ الكثير بنفسه ، ونسخ بخطه ما لا يدخل تحت الحد ، [ ص: 281 ] مليح الخط سريعه ، سافر إلى خراسان ، وسمع بها ، كتب لي بخطه جزءا بأصبهان ، وسمعت منه . سمعت يحيى بن عبد الملك المكي وكان شابا صالحا يقول : أفسد علي عبد الرحيم بن الإخوة سماع " معجم " ، كان يقرؤه على الطبراني فاطمة ، فكان يقرأ في ساعة جزءا ، أو جزأين ، فقلت : لعله يقلب ورقتين ، فقعدت قريبا منه ، وكنت أسارقه النظر ، فعمل كما وقع لي من ترك حديث وحديثين ، وتصفح ورقتين ، فأحضرت نسخة ، وعارضت ، فما قرأ يومئذ إلا يسيرا ، وظهر ذلك للحاضرين ، فانقطعت .
قال السمعاني : أنا ما رأيت منه إلا الخير .
وقال ابن النجار : كتب ما لا يحد ، وكان مليح الخط ، سريع القراءة ، رأيت بخطه " التنبيه " لأبي إسحاق ، فذكر في آخره أنه كتبه في يوم واحد ، وكانت له معرفة ، مات بشيراز في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة .