القرطبي
الإمام ، شيخ الموصل أبو بكر ، يحيى بن سعدون بن تمام ، [ ص: 547 ] الأزدي القرطبي المقرئ النحوي .
ولد سنة ست وثمانين وأربعمائة ، ويلقب بصائن الدين .
أخذ القراءات عن أبي القاسم خلف بن النخاس بقرطبة ، وعن أبي القاسم بن الفحام بالإسكندرية .
وسمع من أبي محمد بن عتاب ، ومحمد بن بركات السعيدي ، وأبي صادق مرشد المديني ، وأبي جعفر أحمد بن عبد الحق ، وأبي بكر محمد بن سعيد الضرير مقرئ المهدية ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي صاحب السداسيات ، والمحدث رزين بن معاوية ، وسار إلى أن بلغ خوارزم ، وأخذ عن ، وسمع الزمخشري ببغداد من ابن الحصين ، وأبي العز ابن كادش ، وبدمشق من جمال الإسلام السلمي .
وكان ثقة متقنا ، بارعا في العربية ، بصيرا بعلل القراءات ، دينا خيرا ناسكا ، وافر الحرمة ، تخرج به أئمة .
تلا عليه الفخر محمد بن أبي الفرج الموصلي ، ومحمد بن عبد الكريم البوازيجي والقاضي بهاء الدين يوسف بن شداد ، ومحمد بن محمد بن [ ص: 548 ] الكال الحلي ، وأبو جعفر القرطبي .
وحدث عنه : الحافظان ابن عساكر والسمعاني ، وأبو الحسن القطيعي ، وعبد الله بن حسين الموصلي ، وعدة .
توفي بالموصل يوم عيد الفطر سنة سبع وستين وخمسمائة .
قال ابن شداد : كنت أرى من يأتي الشيخ ، فيعطيه شيئا ملفوفا ويذهب ، ثم تقصينا ذلك فعلمنا أنها دجاجة مسموطة كانت برسمه كل يوم ، يشتريها ذلك الرجل ، ويسمطها ، فإذا قام الشيخ تولى طبخها . قال : ولازمته إحدى عشرة سنة .