[ ص: 331 ] المسعود
صاحب اليمن الملك المسعود أقسيس ابن السلطان الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب .
جهزه أبوه فافتتح اليمن في أول سنة اثنتي عشرة وقبض على سليمان الذي كان من بني عمهم ، وتزوج بابنة جوزا من بنات سيف الإسلام وأحبها ، وحارب إمام الزيدية مرات ، وتمكن وعمل نيابة الأمير عمر بن رسول الذي تملك اليمن من بعده ، وتملك مكة . وكان شهما شجاعا زعرا ظلوما ، وقمع الزيدية والخوارج .
ولما سمع بموت عمه المعظم عزم على أخذ دمشق . وكانت أثقاله على ما نقل أبو المظفر في خمسمائة مركب ومعه ألف خادم ومائة قنطار عنبر وعود ، ومائة ألف ثوب ، ومائة صندوق مالا ، فقدم مكة ، وقد أصابه فالج ، ولما احتضر قال : والله ما أرضى من مالي كفنا ، ثم بعث إلى فقير فقال : تصدق علي بكفن ، ودفن بالمعلى .
قال : وبلغني أن أباه سر بموته ، وكان يعسف التجار ويشرب الخمر بمكة ، ويرمي بالبندق عند البيت .
قال سار آتسز إلى ابن الأثير مكة وهي لحسن بن قتادة العلوي من [ ص: 332 ] بعد أبيه ، فأساء إلى أهلها ، فحاربه ببطن مكة ، فانهزم حسن ، ونهب آتسز مكة وتعثروا .
مات في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وستمائة وخلف ولدا وهو الملك الصالح يوسف ، عاش إلى بعد الأربعين وستمائة .
قال ابن خلكان أطسيس ، والعامة تقوله : أقسيس ، وهي كلمة مركبة تفسيرها ما له اسم ، ويقولون : من لا يعيش له ولد فسمى ولده أطسيس عاش .